..
..

أنا الظمآنُ أشربُ من سرابي
وأتبعُ طيفهُ غاوٍ عذابي

أنا الظمآنُ جئتك ملء صدري
بحورُ الشعرِ تلمعُ في ثيابي

أتيتُ إليكِ والأمطارُ حرَّى
تذيبُ الحُبَّ طُهراً في الترابِ

أتيتُ إليكِ والأحزانُ فوقي
تُمَزِّقُ وِجْهَتي تمحو شبابي

وأسكبُ ما بقى دَمْعيْ وعُمري
على الطُرقاتِ كي تدرين ما بي ؟

أتيتُ إليكِ تدفعني ظنوني
وفي عينيَّ دمعات العتابِ..

لماذا البعد يسقينا كؤوسا
ويمزجُ هجره وسط الشرابِ ؟

لماذا الشوق يقتلنا سنيناً
وهذا الوصلُ يزهدُ باقترابي ..؟

وهذي الريحُ تخلقني حنيناً
وأسئلةً تدورُ بها سحابي ..!

وطعم الصمتِ خلَّفني شتاتاً
ووجه الخوف مرسومٌ ببابي !

كفاكِ , الناسُ تحسبني سعيداً
و ما في ضحكتي إلا مُصابي ؟

كأنك قد أتيتِ إلى فؤادي
تصُبِّينَ العِقابَ على العِقابِ ؟

تذيقيه التسهُّد كل يوم
إلامَ الحزنُ يسكنُ في كتابي ؟

ضياء القلبِ مُديني شراعاً
إلى عينيكِ واكتسبيْ ثوابي ..!

ياسر المطري
25/8/2008