"الى غزة التي تقف ماردا في وجه الأحتلال ... الى كل جسد غضٍ طريٍ ما زال ينام في العراء ... الى الطفلة "وفاء البحري"
اليه ...ابن العاشقة للنخيل/ بيسان / حيثما تكون ."
****
الطفلة وفاء البحري "عامان" تغفو، أمس، على أنقاض منزل أسرتها الذي دمرته قوات الاحتلال في بيت لاهيا. (أ.ف.ب)
وفـــاء البــحري
****
على نافذتي ..
وقفت
مرة اخرى يمامة
مرة اخرى
تحمل من اريج البحر حفاوة
ولغة حالمة بالسؤال .
يا سيدتي
بحجم الحزن
بحجم الحب المتدفق
كنهر يبحث
عن بحر عاشق
لقصادئنا
أجيب ،
هذي غربتنا
وهذي حكايتنا
نرويها
كصيب من المطر
يعجب الشيخ
هطوله
وهذي أيامنا نقضيها على ترابنا
نجدف والشراع ممزق
والبحر خلف الحصار
موجه يتكسر
نبحث عن وطن بين اجنة النخيل
بين أذرع التلال
وازهار اللوز
من بعيد
يهتف الزيتون
صوته يختنق
زفراته الأخيرة
شهقته
تؤلمني / نا
والجدار طويل
والحكاية كذلك .
من
حاصرك يا وطني
من
حطم مجداف قارب الليل
من
حبس الريح
في قمقم الخوف والواقعية
من
مزق أشرعة النهار
من
شرد النوارس
من
أنام "وفاء البحري"* في العراء
من
فرش لها الرمل
حين حطم سريرها
وحكاية امها قبل أن تنام .
آآآه ...يا وطني
آآآه... يا وطن النشيد
والاغنيات الجميلة
والعذابات الطويلة
نبحث عنك ... فيك.
وما زال جوعي/ نا وغضبي / نا
يسكن زنزانتي الصغيرة
أجبني
يا سيد الياقة
هل ستكون الأخيرة ؟
:
عبد السلام العطاري / يوم آخر ... في الوطن .
13/9/2004
* وفاء البحري .../صورة في جريدة / "عامان" من العمر نامت على انقاض منزل اسرتها الذي دمره الاحتلال في بيت لاهيا.