نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
" على تلك السواتر الترابية ...في ربيع ما... سيزهر الأقحوان فراشات بيضاء تنثر رحيقها على جدران العزل المنصوبة في الطرقات..."


نشـيد الأقحـوان


يهيم الوجه
على قدمين متعبتين،
وفاه فاغر مثقل بالأغاني
جبين يتصبب
عرقاً ساخناً
كوجه الشمس
على كاهلك تقذف البحار
محارتها
على شطائك
تستريح النوارس المهاجرة.


يا وجه يحمل كل المعاني
كل الحكايات القديمة
ومن كفيه تنزلق حبات البرد
تتيه في شقوق الطريق الطويلة
آن لصراخك أن يستعجل الغائبين
آن لعينيك أن ترى الشمس فجراً
آن لجفنيك أن تغمض مع رحيل الغروب.

يا صاحب الحصار،
دع الحلم يحبو كطفل
حديث الخطى
تدغدغ إبتسامته
بندقية الجلاّد ... سياطه.

يا صحاب الجدار،
دع الحلم يكبر
يلثغ الحرف من بين شفتين رقيقتين
يبتسم وجه الجبروت،
دع الحلم يكبر لريعان الشباب
يتورد الجسد نبضاً جميلاً.

يا صاحب الجدار،
لا تقتل الفرح في عينيه
لا تحبس نسائم الجبل
عن أنفاسه،
دع الحلم يكبر
على ناصية الحياة
اترك لضجيجها تحمله
الى حيث يشاء.

يا صحاب الحصار الطويل،
دع الأحلام تمضي
تشرق من بحر الاماني
من خلف سياج الاقحوان
تزرع الحقل نرجساً
سنابل قمح
أغصان زيتون
تقتلع العوسج
من جذره
لتكبر في الصباح شقائق النعمان.

:

عبد السلام العطاري