حوار الجراح
أسعف ابا الهيجا فاني موجع
بالذل كادت تستشيط الاضلع
اسعف ويا صبرا على نار الجوى
ما كان دوما كل باب يقرع
اسعف ابا الهيجا فخير العز من
كسب المعالي والمقام الارفع
واشدد على هام الوغى اسيافها
في كل يوم للردى من يكرع
لا تاس يوما فالورى كل له
من امسه ما يجتبى او يمتع
والحر دوما لا يبالي وحده
ان كان في ساح الوغى يصارع
واصبر على مر الورى موتى هم
اسمعتهم لو ان ميتا يسمع
خيل لنا في كرها او فرها
لا بد يوما بالمعالي تقلع
والحر لا ياسى على ما فاته
من امسه فالحر من لا يجزع
والصبر دوما للعلا مفتاحه
والغر يزريه المصاب المفزع
ريح الصبا مسروجة قل لي اذا
من ذا الذي في رحلها لا يشرع
فاقبض على جمر الغضى واعدد له
قلبا كصم الصخر لا يصدع
ما كان من هاب الردى مثل الذي
لاقى الردى وجها لوجه يردع
او كان من يابى الخنى مثل الذي
يرضى على نفس له ما يشنع
كن با سلا كن فارسا كن ثائرا
كن جحفلا ما في الحيا ما ينفع
يا قدسنا عذرا فمالي حيلة
مني الخطى قد قيدت والاذرع
يا قدسنا لما تزل امجادنا
قد سطرت منها حروف لمع
قد دنست ارضي ولا من ناصر
واقفر مني في رباي المرتع
بالامس قد كانت ليوث ها هنا
ما ردها عن غاصب ما يمنع
خطوا على اطرافها من نزفهم
فلوجة العز التي لا تركع
في غزة او في ربى فلوجتي
في عارضيها ذا المصاب المفجع
يا غزة الصبر اصبري لو زلزلت
لو ضاق في المرمى فضاء اوسع
كللي جروح اثخنت لم تندمل
لم يبق مني ما يشق المبضع
ان كان في عز فلا من ضائر
ايا تهادى في مداه المصرع