المُلَثَّمَة


فلما رأت عَيني تَراها تَلَثَّمَت
لِتُخفي جَمالَ الشَّمسِ خَلفَ اللَّفائِفِ
ولم تَدرِ أنَّ الحُسنَ يَزدادُ رَونَقاً
ولو كانَ مَطوِياًّ بِبَطنِ الصَّحائِفِ
خَشيتُ الرَّدَى في عَينِها إذ تَغُضُّها
وما كُنتُ يَوماً مِن مَماتٍ بِخائِفِ
عَجيبٌ هُوَ الحُسنُ الذي حازَ وَجهَها
جَبانٌ ولكن صارِعٌ لِلغَطارِفِ
فإن أسفَرَت حَلَّت على القَلبِ لَوعَةٌ
وإن لَثَّمَت لم تُبقِ وَصفاً لِسالِف ِ
فَأعيَت على الأقلامِ أفكارُ شاعِرٍ
وأعيَت على الأفهامِ أوصافُ عارِف ِ
هِيَ البَدرُ أو قُل بل هِيَ الشَّمسُ والوَرى
على حَولِها دارَت بِأفلاكِ طائِفِ
شهيدٌ هُوَ المَرمِيُّ مِن سِحرِ عَينها
وإن كانَ لَم يُبرِق لِحاظَ القَذائِفِ