القصيدة وجع . .
ولهذا تركتها منذ عام
ولكن وجع خمبس أقوى من وجع القصيدة
لذاهاأنذا بينكم أتعكز على حرفي

أنا ياخميس على خطاك متيم


طب عند ربك منزلا ونزيلا
وانسج أسارير المنى أكليلا
دنيا ونحسبها متاعا زائلا
ماخلفت متعبدا ورسولا
يكفيك منها مانهلت من التقى
قد عشت فيها سيدا ونبيلا
قد كان أمر الله فامثل وانصرف
أوَبعد ربك من تريد بديلا ؟
ياأيها العملاق كفك أبيض
وحمام دوحك لن يكف هديلا
طوبى مع الرحمن (واسجد واقترب)
مامات من ملأ العقول فضولا
أبكيك إذ أبكي أخا ومعلما
فكتبت من بعض القليل قليلا
أنا حين أبكي تقتفيني أمة
أحزانها وجع القرون الأولى
قدنالها مانالها من غاشم
قد مارس الإرهاب والتقتيلا
فيها من النكبات مايدمي الثرى
والعدل أصبح منهكا مشلولا
سدد رؤاك على المدائن كي ترى
أعناق أشباه الدمى وطلولا
سفر الخنوع معلق برقابهم
قد أدمنوا التعذيب والتنكيلا
ياسيدي وأخي وتاج قصائدي
لازال صوتك في المضارب غولا
يتربص الآتين من مدن الخنا
ويزيدهم بعد النزول نزولا
تلك الخرائد لم تزل صهواتها
جيشا يورث للقضية جيلا
في كل حرف حنكة وبلاغة
لكأنما قد نزلت تنزيلا
أنا ياخميس على خطاك متيم
في حب أرضي بكرة وأصيلا
أقتات من وجعي وأقضم حسرتي
وأنام مكسور الجناح ذليلا
ماأن طرقت على المراثي بابها
حتى جرت مزن العيون سيولا
وقوافل الكلمات جرت جيشها
فأكاد أسمع للحروف صهيلا
يافارسا ألف القصيدة موطنا
أبكى الفرات رحيله والنيلا
لوكانت الكلمات تنجب موعدا
أو ترتقي درر الفصيح سبيلا
لنصبت في أفق القصيدة خيمة
وكتبت عن سفر اللقا إنجيلا
هذا الذي عندي ومثلك قانع
عذرا أخي والله لست بخيلا
لكنها خلجات قلب نابض
ألف الوفاء محبة وميولا
خذ آخر الأخبار واخلد واسترح
يكفيك ربك منصفا ووكيلا
(الشمر)قدباع القضية كلها
وغفا على عتب الرعاع ذليلا
والقدس ماعادت تروق لسمعهم
والموقف العربي صار خجولا
ومآذن الأقصى تئن وشتكي
تستصرخ القرآن والإنجيلا
والقادة الأعراب نالوا سعيهم
باعوا العراق وآثروا التدويلا
قتلوا (المهيب)وكبروا لرحيله
ياللوقاحة أدمنوا التضليلا
من معجزات القرن حتى طفلهم
عاف الحليب ويشرب البترولا
وعيوننا الثكلى تفجردمعها
يروي السهول ويرقب المجهولا
(صهيون) للأعراب صار تقية
من رعبهم أسموه (إسرائيلا)
وموائد الحكام حبلى بالخنا
قد أنبتت بدل الفحول عجولا
نم ياأخي أقلقت طيف مقامكم
لازلت أطمح بالرجال وصولا
لازلت أرقب للرفاق طليعة
تهب الكرامة والغد المأمولا
هي كبوة لابد يوما تنتهي
مادام ربك بالعباد وكيلا
وجهت وجهي للذي فطر السما
وهب الكتاب وأحكم التنزيلا
يارب بارك في النعيم مقامه
واجعل دعائي واصلا مقبولا
آتون بعد فانتظر يوم اللقا
لابد يوما أن يكون رحيلا