( من أوراقي البالية )
ياااااه ..!
ما أسرع دوران عجلة الزمن ..!
وشمتك السنينُ بوشمها ، وغيرتْ كل ملامحك الملائكية ..
ما أقساها ، وما أشد سطوتها ، لم تستثنِ ( طًهرَ الوجه ) من مواضعِ ( وشمها ) ..!
قولي ، ألا زلتِ تذكرين تلك الأيام الخوالي التي كنا فيها طفلين ، نعبث على جسد ( الدنيا ) بشقاوتنا ..؟!
أتذكرينها .؟!
أم أن عوامل النسيان قد عرّتْ ما ثبتته الذكرى بداخلكِ ..؟!
طفلان ، نلتقي مع نسمات الصباح الباكر لنراقب مغادرة الطيور من ( أعشاشها ) ، وننتظرها إلى حين العودة فنفترق ...
مرت الأيام ، فرأيتُ ملامحك تسابق الزمن نحو ( التغيّر ) ..
اشتد العود ..
وأثمر الصدر ..
وعلى خديك نبت الورد ..
سألتك ببراءة عن ( تفاحتينِ ) تكادان تطيران بلا جناحين من ( غصنهما ) ..
فسمعني أبوك ، وكان سؤالي آخرَ مسمارٍ دققته بيدي في نعش لقائنا ..
سنيييييييييييييين مرت ، واليوم يُبعث اللقاءُ ، فأجدكِ على غير ما تركتك عليه ..
لا تخافي ، وانظري إلى شفتيَّ وأنا أتمتمُ :
تبـًا ، كيف جعلك ( وشم السنين ) في عينيّ أجمل ..؟!