كان هنا ..!
ينعشُ برقّةِ نسيم صباحاته أنفاسـًا ، ويعطّرُ بأريج ورده هواءً..
يتلاشى بردُ ليالي شتاءٍ من لهيبِ أنفاسه ..

كان هنا ..!
ضوءُ قمرٍ ، وغيثُ سماءٍ ، وترنُّمُ بلبلٍ ..!

كان هنا..!
ينسجُ من أشعةِ الشمس ( أملاً ) يتمسّك به الطّامحون ؛ ليصعدوا المجد قمّةً قمّةً ..!

كان هنا ، فرحل ، ومعه النسيمُ ، والعطرُ ، والدفءُ ، والضوءُ ، والغيثُ ، والترنُّمُ ، والأمل..!

نعم ، كان هنا ، فرحل بعد أن لفظته ( مضغةٌ ) تختبئ في جهةٍ يسرى خلف عظامٍ مقوّسه ..!
لفظته وألقت بمفتاح بابها في مكانٍ سحيقٍ ..!

يا شيطانَ النفسِ إياك أن توسوسَ في أذن ( المضغة ) بغوايةِ مقولةٍ شوهاء : ( ما أفل نجم إلا وتجلّى آخر ) ، فشتان بين نجمٍ ونجم ..!

يا نفسُ ادحري وساوس ماردك بتلاوةِ حكمةِ : ( إن بعض الأبواب لا تفتح في العمر إلا مرّة ) ..!