ولأنني لا أملك غير الحرف ومكان في القلب دائم لك،
أهديك أحرفي وكل قلبي

لــــــــــــــــ أبـي


مدخل

عندما تفقد القدرة على تذكر أشيائك البسيطة
عندما تحس أنك لم تعد تعرف من أنت لتعرفهم تزداد وحشة المكان حولك
،،
بخوف سأل:
أأخطأت ؟
وتابع السؤال والهمس وجلد جسده بسوط الضمير
صمت قبل أن يهمس من جديد
ويده على قلبه :
يكاد يتوقف
ويستمر ..
يتكئ على كرسيه يغمض عينيه يجفل من الفراغ
يفتح عينيه يعانق فضاء الغرفة
وهمس يلتصق بشفتيه
النسيان وحش مفترس
وبهمس يشبه همسه أرد
لن يفترسك
فيطلق زفرة يرخي معها كل الوجع بالقول
افترسني أمس
وأنا أردد أذان الظهر
خرست ساعتي وعمت الفوضى أرجاء الجامع
وعندما أردت أن أتلو كتاب الله
تاهت عن عيني صفحاته وخذلتني صفحات القلب
واستمر الوحش يفترسني
وكنت أقاوم موتي اللحظي بين يديه
غير أنه ابتلعني في لحظة
خمس وثمانون سنة اختفت تحت ضرسه في وجع طال بي
و
استمر يغرس أنيابه في فؤادي
و
لم يأبه لما أعانيه من وجع..
خذلتني الذاكرة
نطقها ودمعت عينيه
فدمعت عيني
والتزمت الصمت
بيقين مني أن كل الكلام لا يمحي خذلان لحظة لمن تعود أن تكون قوته في تذكره