حشو البطون والعقول في رمضان
كتب : عمار باطويل
23-8-2009م

كان الناس يستقبلون رمضان بالطاعة والعبادة والجهد في الخيرات والإكثار من قراءة القرآن الكريم أحتراماً لهذا الشهر الذي انزل فيه القرآن والذي تتنزل فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر وكذلك يترجون الناس في شهر رمضان الرحمة والغفران من رباً غفوراً رحيماً. وتناسوا الناس اليوم خير وفؤائد شهر رمضان وتحولت أفكارهم بأن الشهر هو شهر لحشو البطون من شتى أنواع الأكل وحشو أفكارهم بالمسلسلات مسلسل بعد مسلسل حتى طلوع الفجر وهكذا يبدأ رمضان وهكذا ينتهي في زمننا هذا بلا فائدة تقطف منه إلا بحشو البطن والعقل فيما لا ينفع البطن ولا العقل بل أن زيادة الأكل في رمضان يفسد فائدة الصوم الذي له دور كبير في تحسين أجسامنا وصحتنا من أكل دام ما يقارب عاماً كاملاً وكذلك تفسد عقولنا بمتابعة مسلسلات تجارية يجني أصحابها منها الملايين, وتعرض هذه المسلسلات ليس حباً لنا ولعقولنا ولا تعطينا الشيء السمين بل بالعكس تقوم هذا المسلسلات لتعئبية جيوب الممثلين والمخرجين بالملايين وإفراغ عقولنا من المفيد ومن قراءة القرآن الكريم والإستفادة من آيات الله التي تبني ولا تهدم تعطي العقل ولا تأخد منه, والتي تكبرك في أعين الناس ولا تقزمك أمام أعين الناس بل هذه الآيات تحميك من ألسن الناس !. فهناك فرق هائل بين من يقرأ القرآن في رمضان ويفيد عقله به وبين من يتابع المسلسلات لإنهاك فكره وبصره بهذه المسلسلات السخيفة. فالعاقل والحكيم من يستثمر حياته ووقته في تحسين وإستثمار ذاته, فالكل جعل رمضان مناسبة لمتابعة المسلسلات وإنهاك الفكر بالمسلسلات ليلا ونهاراً وتناسوا بأن رمضان شهر للعبادة وتطوير للذات, ورمضان يعلمنا الصبر والعطف على المحتاجين والفقراء والمساكين ومساعدتهم والبعض جعل رمضان فرصة لحشو البطون حشواً بشتى أنوع الطعام والتبذير في الشهر الكريم مما جعل رمضان عادة للتسوق وليس للعبادة. فحشوا العقول والبطون بالغث تهدد أجسامنا وأفكارنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة فعلينا فهم الدور الصحيح الذي يجب أن نقوم به في رمضان بدلاً من إنهاك البدن والعقل. فمتابعة المسلسلات وحشو بطوننا بالأكل تجعلنا في زاوية المسرفين والمبذرين في الأكل وكذلك مبذرين في وقتنا الذي لا نستفيد منه وربما يجعل كلام الله سبحانة وتعالى ينطبق علينا حيث قال الله في كتابة الكريم : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .علينا المحاولة في الإبداع وتحسين الذات وايضاً علينا أن نحاول الأقلاع عن متابعة المسلسلات وعدم الإسراف في المأكل والمشرب والوقت وعلينا إن نستثمر رمضان في العبادة والعمل الجاد الذي ينفع الذات والمجتمع والأمة. فنحن بحاجة إلى إستصال ثقافات التسوق والمسلسلات وحشو البطون العقول في رمضان والتي لا تصب في مصلحة الشخص ولا في مصلحة المجتمع.