زمنا تجنبت التقاؤك خيفة .. فأتيت في زمن الوجل

خبأت نبض القلب
كم قاومت
كم كابرت
كم قررت
ثم نكصت عن عهدي .. أجل

ومنعت وجهك في ربوع مدينتي .. علقته
وكتبت محظورا على كل المشارف ..
والمداخل ..
والمطارات البعيدة كلها
لكنه رغمى أطل ..

في الدور لاح وفى الحضور
وفى الغياب
وبين إيماض المقل

حاصرتني بملامح الوجه الطفولى الرجل


أجبرتني حتى جعلتك معلماً فبغيره لا أستدل
حاصرتني حتى تخِذتك معجماً فتحولت كل القصائد غير قولك فجة
لا تحتمل ..


واليوم يا كل الذين أحبهم عمداً أراك تقودني في القفر والطرق الخواء

وترصدا تغتالني .. أنظر لكفك ما جنت
وأمسح على ثوبي الدماء

أنا كم أخاف عليك من لون الدماء !

...

لو كنت تعرف كيف ترهقني الجراحات القديمة والجديدة
ربما أشفقت من هذا العناء ..


لو كنت تعرف أنني من أُوجه الغادين والآتين أسترقُ التبسم
إستعيد توازني قسراً ..
وأضحك حينما ألقاك في زمن البكاء


لو كنت تعرف أنني إحتال للأحزان … أرجئها لديك
وأسُكت الأشجان حين تجئ .. أخنق عبرتي بيدي
ما كلفتني هذا العناء!!


ولربما استحييت لو أدركت كم أكبو على طول الطريق إليك
كم ألقى من الرهق المذل من العياء ..
ولربما .. ولربما .. ولربما



خطئ أنا
أنى نسيت معالم الطرق التي لا انتهى فيها إليك


خطئ أنا
أنى لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي
وجعلتها وقفاً عليك ..


خطئ أنا
أنى على لا شئ قد وقعت لك .. فكتبت
أنت طفولتي .. وأحبتي ... ومعارفي .. وقصائدي
وجميع أيامي لديك

...


واليوم دعنا نتفق
أنا قد تعبت ..
ولم يعد في العمر ما يكفى الجراح

أنفقت كل الصبر عندك .. والتجلد والتجمل والسماح

أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئا إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا
فسرحت المراكب كلها .. وقصصت عن قلبي الجناح

أنا لم اعد أقوى وموعدنا الذي قد كان راح

فاردد عليّ بضاعتي ..
بغى انصرافك لم يزل يدمى جبين تكبري زيفاً
يجرعني النواح


اليوم دعنا نتفق
لا فرق عندك أن بقينا أو مضيت!

لا فرق عندك أن ضحكنا هكذا - كذباً -
وإن وحدي بكيت!

فأنا تركت أحبتي ولديك أحبابٌ وبيت

وأنا هجرت مدينتي واليك - يا بعضي - أتيت

وأنا اعتزلت الناس والطرق والدنيا
فما أنفقت لي من أجل أن نبقى؟!!
وماذا قد جنيت ؟؟!!

وأنا وهبتك مهجتي جهرا
فهل سراً نويت؟؟!!!

اليوم دعنا نتفق
دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل

مُرني بشيء مستحيل

قل لي شروطك كلها
إلا التي فيها قضيت

إن قلت أوإن لم تقل
أنا قد مضيت

.
.
.
.
.
.
.