والخضر لا يحصون في أوطاننا

قل لي بربك من تراه الأكدرْ؟= الأسود العنّانُ أم ذا الأخضَرْ
والخضر لا يحصون في أوطاننا= ولهم مخازٍ جمَّة لا تحصَرْ
فلكم نبيل فيهمُ أو طيِّبٍ= أو خادم البيت العتيق الأطهَرْ
ألقاب زور أو أسامٍ موِّهتْ= وحقيقة الأشياء ليست تظهَرْ
كتشابه الأبقار في أوصافها = لكنَّها ليست تسرُّ المنظَرْ
صفراؤها حمراؤها سوداؤها= من منكَر لمنكَّر للأنكَرْ
قد قسَّموا الأدوار فيما بينهم= وتجاهلوا مأساة شعبٍ يقهَرْ
عدّوا المهمَّة نزهة وسياحة= واستمتعوا حيث الضحايا تنحَرْ
فهم مع الجلاد أهل شراكة= بغطائهم صور الجرائم تُستَرْ
قل للذين تحكموا ببلادنا= ممن طغى في حكمه وتجبَّرْ
أو من تعامى عن فعال قد بدت= للناس من علم ونار أشهرْ
شاهت وجوهكمُ جهنم وردكم= فيها تذوقون العذاب الأكبَرْ
يا بن الجزائر هل تصون أمانة؟= إنّي رأيتك بالخيانة تجهَرْ
فلأنت خُلف سيِّئ ولسيِّئ= ونذير شؤم بعد شؤم أدبَرْ
صبرًا أيا أهل الشآم وأمِّلوا= فسيطلع الفجر المنير الأزهَرْ
لا ترتجوا وتعلِّقوا آمالكمْ= بصنائعٍ حجمَ الذباب واصغَرْ