|
وشمسُ حياتي دنت للمغيبِ |
يراودني الشعرُ قبل الغروبِ |
لقد عشت طول حياتي أريبًا |
ولكنه طار لبُّ الأريبِ |
وما كنت في سابقي من لئيمٍ |
وصبٍ شقيٍّ وشخصٍ لعوبِ |
أيا صاحبي يا طبيبَ القلوبِ |
أجبني على ذا السؤالِ الغريبِ |
ألا بعدما مرَّ جلُّ شبابي |
أصاب بأعراض حبٍّ عجيبِ |
سخونةُ جسمي وعيني تزوغُ |
ودقاتُ قلبي كطبلِ الحروبِ |
سرورٌ وحزنٌ وفرحٌ وخوفٌ |
يطوقني في مزيجٍ عجيبِ |
وقد فارق النومُ عيني بليلي |
أنادي بقلبي ولا من مجيبِ |
أكلم نفسي وأنسى وأسهو |
أسير بغير هدىً في الدروبِ |
رمتني ذاتُ التقى والجمالِ |
برمشةٍ عينٍ كسهمٍ مصيبِ |
وصوتٍ شجيٍ عفيفٍ حييٍ |
وقلبٍ رقيقٍ كطفلٍ ربيبِ |
بقلبي نارٌ تتوقُ انتظارًا |
شرارةَ حبٍّ لبدءِ النشوبِ |
وقلبي ليس بملكِ يميني |
وقد حار عقلي من ذي القلوبِ |
أيطلبُ حبًّا محالاً محالاً |
وصعبَ المنالِ على المستجيبِ |
أقلوا علي الملامَ فإني |
ألوم وأرجو أن ترأفوا بي |
أخافُ علينا إذا ما اقتربنا |
فريحُ هواها سريعُ الهبوبِ |
وأخشى إذا ما افترقنا نذوب |
فما الصبرُ سهلٌ لآيِّ حبيبِ |
أجيبي علي ولا تتركيني |
لحيرة قلبي أجيبي أجيبي |
دعوتكِ لستُ لأرجو وصالاً |
وقلبي يطلبهُو في القريب |
ولستُ لأطلبُ منكِ فراقًا |
فقلبي ضعيف وذا من عيوبي |
وياربُّ سلم فؤادي وعقلي |
وسلم من الشوق هذي القلوبِ |
فإنك عالمُ سرِّ البرايا |
وماحٍ لذلاتنا والذنوبِ |
فثبت على الحق قلبٌ وقلبي |
فإنك ربي خيرُ مجيبِ |