|
|
| يا صاحِبي, لا تَشكُ منْ أرَقِ |
|
|
كَمْ خَطَّها قَلَمي عَلى الوَرَقِ |
| هذا أَنا , قَلَمي يُؤرِّقُهُ |
|
|
خَوفي عَلى نَفسي مِنَ الغَرَقِ |
| شَيطانُ شِعري عادَ يُقلِقُني |
|
|
يَلتَفُّ حَولَ الحَرفِ والعُنُقِ |
| لَو هاجَني الإحساسُ في غَزَلٍ |
|
|
وَنَسيتُ ذِكـرَ اللهِ, أَو خُلُقي |
| لَوَهَبْتُ لِلشَّيطانِ مِهمَزَةً |
|
|
وَلَضَلَّتِ الأقدامُ في الطُّرُقِ |
| وَاللهِ , لا دَمْعٌ وَلا حَزَنٌ |
|
|
سَـيُطَهِّـرُ الأجْسادَ مِنْ نَزَقِ |
| وَسَتُسألُ الأقـلامُ عَنْ زَلَلٍ |
|
|
يَومَ الحِسابِ , فَلا مَفَرَّ يَقي |
| هُوَ لَيسَ ظَنّاً , إنّما قَلَقٌ |
|
|
إذْ إنَّ بَعضَ الظَنِّ إثمُ تَقي |
| إنْ كانَ صَمْتُكَ صَمْتَ قافِيَةٍ |
|
|
فَاسْكُبْ لَها مِنْ شِعرِكَ الغَدِقِ |
| لا الشّايُ يَنفَعُ, لا الدُّخانُ , وَلا |
|
|
قَدَحُ الَّنبيذِ بِجَوفِهِ الفَهِقِ |
| فيهُمْ سَكينَةُ شاعِرٍ بَذِخٍ |
|
|
بَلْ ذي هُمومٌ عِندَ مُرتَفِقِ |
| يا صاحِ, كأسُ الشِّعرِ تُسكِرُني |
|
|
وَتُذيبُني في عِطرِها العَبِقِ |
| فَتَرَكتُ لِلأوراقِ حاشِيَتي |
|
|
قَلَمي الَّذي يَجْري إلى الألُقِ |
| حَدَّقتُ في المِرآة أسألُها |
|
|
هذا أنا, مِنْ أمسِ لَمْ أَفِقِ |
| أتَرينَ أمْسي, أمْ تَرينَ غَدي ؟ |
|
|
وَكلاهُما بَحرٌ مِنَ العَرَقِ |
| أَأَرَى شَقاءً, أمْ أَرَى أَمَلاً |
|
|
أَقتاتُهُ مِنْ شَمعَةِ الأُفُقِ ؟ |
| فَسَكَبتُ آمالاً عَلى ألَمي |
|
|
لَمْ ألقَ جُرحاً غَيرَ مُنفَتِقِ |
| لَو كانَ حَرفُكَ يَشتَهي حَزَني |
|
|
والدَّمعَ يَجري حارِقاً حَدَقي |
| لَغَرَستُ بالأشعارِ قافِيَةً |
|
|
وَوَهَبتُها نَبَضاتِ مُعتَنِقِ |
| وَكَتَبتُ فيها وَهجَ خاتِمَةٍ |
|
|
وَرَسَمتُ لَوحَةَ آخِرِ الرَّمَقِ |
| قَدْ تَمَّتِ الأشْعارُ في أُلُقٍ |
|
|
وَالقافُ تُدرِكُ غُرَّةَ السَّبَقِ |
| فَانظُرْ لِحَرفٍ مِلؤُهُ أمَلٌ |
|
|
وَاعتِقْ رِقابَ الشِّعرِ وَاسْتَبِقِ |