بحث في ذاكرة المتنبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني أن أنضم لصرحكم الكريم

وهذه قصيدة من قصائدي أضعها بين أيديكم

بعنوان : بحث في ذاكرة المتنبي




أيُّها الماشي ولا أينَ تلوحُ
ومدى العمــرِ جـــــروحٌ وجـــروحُ

قلقٌ ترمي بهِ الريحُ بعيداً
في بــلادِ اللهِ يحـــــدوهُ الطـــــموحُ

صحبَ السيفَ رفيقاً فتثنَّى
فوقَ حدِّ السيفِ قد كــان الذبيــــحُ

رحلةٌ للبحثِ ما كانَ اعتباطا
أن يقضَّ الكونَ أحيـــــــاناً لحوحُ

في خبايا النفسِ تندسُّ نجومٌ
ويـــــراها النــــاسُ ذراتٍ تلـــوحُ

ومضى نشوانَ من ذاتٍ تعالتْ
أنْ ترى يوماً على الأدنى تطــيحُ

يبصرُ الفرصةَ من قبل أناها
فيحثُ العزمَ والمــــعنى لمــــوحُ

يركبُ الصعبَ ولا يرتاحُ حتى
يتعبُ الصعبُ وتشتــــدُّ الكُدوحُ

شغلَ الدنيا وما زالَ صغيراً
في ثيابِ المجدِ يغـــدو ويروحُ

عافَ هذي الكأسَ مذ شبَّ فما كا
نت وحاشـــا اللهَ في فِيهِ تسيحُ

ونضا ثوباً لهذا العشقِ عنهُ
أترى عشــــــقاً ولا ثمَّ فضوحُ

خيرُ من تسعى بهِ الأقـــدامُ طراً
ذا حديثُ النفسِ للنــفسِ يبوحُ

عاتبٌ حيناً وأحياناً ملولٌ
موجعٌ شـــاكٍ ورحــــالٌ نزوحُ

إن يقم يوماً فبعد اليومِ شيءٌ
تحملُ الأخبارُ عن مسراهُ فِيحُ

نطرقُ الدنيا صغاراً ما عرفنا
غصةَ الحلقِ وقد كانَ القريحُ

بدويٌّ يتنبَّا يتعاطى
دجلَ السحرِ وسقَّاءٌ يمــــيحُ

كبرَ القهرُ مع الطفلِ وشيئاً
بعد شيءٍ إستوى الحقدُ الصريحُ

فازدرتْ عيناه من لاقتْ جميعاً
إن بعضَ الكبرِ للنفــــسِ مريـــحُ

فجزى الدنيا على سوءٍ بسوءٍ
فاستوى الفعــــلانِ ما ثمَّ قبـــيحُ

أيُّها الممتدُّ من ليلِ الحكايا
يا هزارَ الوقــــتِ ذيّاك الصَدُوحُ

شاعرُ الفصحى بلا أدنى خلافٍ
لم تزلْ ذكرى سيحييها الفصيحُ

أيُّها المغمضُ ملءَ الجفن نوماً
وضجيجُ الخلقِ لا لا يســـتريحُ

كيفَ هذا النظمُ من أحيا القوافي
أتراه اليومَ في الشعرِ المسيحُ

إيه يا طلاّبَ هذا الملكِ لا ينــ
ــفكُّ ما دامتْ بهذا الجسمِ روحُ

تطرقُ الأبوابَ من والٍ لوالٍ
تعقدُ الآمالَ والدهرُ شحيحُ

ما أنالوكَ سوى الحســرةِ والغيـــــــــــ
ــظِ وبعضُ الردّ يا هـــذا قروحُ

فأثبتَ القومَ ما لا قطُّ يمحى
وأبحتَ الشعرَ ما لا يستـــبيحُ

تملأُ الآفاقَ هجواً وازدراءً
بعد أن ضنُّوا ولم يجدِ المديحُ

وتراءيتَ بكافورٍ غبــــــــــاءً
قلتَ يا للهِ ما هذي الفـــــــتوحُ

آنَ أنْ أدركَ بعضاً من منى النفـــ
ـــسِ تهزَّ الحظَّ كي ينهلَّ ريحُ

لم يدرْ في البالِ أنَّ العبدَ لاهٍ
فأطاحَ الحلمَ واندكتْ صروحُ

وأرى الغاياتِ لا تأتي لمن عا
ش لذا الأزمانِ نقّادٌ نطوحُ

فأجلْ طرفكَ في الناسِ رويداً
يا أبا الطيّبِ هل صحّ الصحيحُ

إنِّها الدنيا وما واتتْ ذكياً
فلها عنه انحيــازٌ وجــــــنوحُ

خفّفَ الوطأ بأنا قد رأينا
يا أبا الطيِّبِ أمـــــلاكاً تنوحُ

عبثاً ظنوا بأن الأمر يبقى
مثلَ ما كانَ ولا ثـــمَّ جُموحُ

رقدةُ الشعبِ وإن طالت فيوماً
سيقولُ اللهُ للنُّــــوّامِ روحوا

الأستاذ خالد محمد الغيلاني

أرحب بك أجمل ترحيب أيها الشاعر الكريم وأرجو لك طيب المقام في واحة الشعر والثقافة
ولقد بان مكنون شاعريتك الفذة من خلال قصيدتك هنا ؛فأحييت خيال المتنبي وأحضرته بيننا بلا منافس ولم يسبق لشاعر غيرك أن شرّح المتنبي تشريحا من الرأس حتى أخمص القدمين ولم يفتك شيء من سرد حياة نابغة الشعر الذي هز عالم الشعر بنباهته وفصاحته
دمت أهلا للإبداع أخي الكريم وأتمنى لك الخير والتقدم
مع الود والتقدير

وأرى الغاياتِ لا تأتي لمن عا
ش لذا الأزمانِ نقّادٌ نطوحُ

هنا في اللغة هنة "لذا" والصحيح لذي؛لأن الأزمان جمع تكسير

الأستاذ عبد الستار النعيمي حفظه الله

أسعدتني مرتين الأولى بردك الوافي الجميل الذي لا أستحقه وترحيبك الحار

والثانية بتصحيحك اللغوي للخطأ الذي ربما وقع مني مع سرعة الضغط على الأزرار والوهْم أثناء الكتابة لأن كل من له حظٌ من لسانٍ عربي يقول هذي الأزمان ولا يقول هذا الأزمان


متمنيا منك أو من أحد المشرفين تصحيح الخطأ في أصل القصيدة


ومن باب العلم بالشيء أنا أنظم من خلالة لوحة المفاتيح مباشرة

وأخيرا تقبلوا فائق تحياتي

الأستاذ خالد محمد الغيلاني

اهلا ومرحباً بكم شاعرنا في واحة الادب والفكر ..

قصيدة جميلة غنية بالمعاني والتعابير فلا فض فوك .

أعجبني قولك :

في خبايا النفس تندسّ نجومٌ
ويراها الناس ذرّاتٍ تلوحُ

كانت جولة في شخصية المتنبي وفيها من الحكم و جميل القول .

تحياتي .

شكراً أخي الأستاذ عبدالسلام دغمش على مرورك الكريم وثنائك العاطر ولا فوض فوك

تقبل تحياتي

سلام عليك شاعرنا ابحرنا معك في ربوع التاريخ مع قامة سامقة في الشعر لا ينكر اهميتها شاعر فضلا عن غير شاعر
وبلغ الدنيا شعرا وادبا وفروسية فرحمه الله وجزاك الله كل خير على التفاتتك
فقط اريد ان استفسر عن بعض النقاط لعلى اجد اجابات شافية لما اشكل علي :
1-تحملُ الأخبارُ عن مسراهُ فِيحُ ...........ما اعراب فيح في هذا البيت
2-خفّفَ الوطأ بأنا قد رأينا ...........اظنها تكتب الوطء
3-أتراه اليومَ في الشعرِ المسيحُ ........المسيح كيف تعرب هنا
4-قلقٌ ترمي بهِ الريحُ بعيداً..............قلق ما حكم اعرابها
ارجو ان لايضيق صدرك اخي باسئلتي فانا اريد ان اتعلم
تحاياي ياغالي

أيُّها الماشي ولا أينَ تلوحُ ومدى العمــرِ جـــــروحٌ وجـــروحُ قلقٌ ترمي بهِ الريحُ بعيداً في بــلادِ اللهِ يحـــــدوهُ الطـــــموحُ صحبَ السيفَ رفيقاً فتثنَّى فوقَ حدِّ السيفِ قد كــان الذبيــــحُ رحلةٌ للبحثِ ما كانَ اعتباطا أن يقضَّ الكونَ أحيـــــــاناً لحوحُ في خبايا النفسِ تندسُّ نجومٌ ويـــــراها النــــاسُ ذراتٍ تلـــوحُ ومضى نشوانَ من ذاتٍ تعالتْ أنْ ترى يوماً على الأدنى تطــيحُ يبصرُ الفرصةَ من قبل أناها فيحثُ العزمَ والمــــعنى لمــــوحُ يركبُ الصعبَ ولا يرتاحُ حتى يتعبُ الصعبُ وتشتــــدُّ الكُدوحُ شغلَ الدنيا وما زالَ صغيراً في ثيابِ المجدِ يغـــدو ويروحُ عافَ هذي الكأسَ مذ شبَّ فما كا نت وحاشـــا اللهَ في فِيهِ تسيحُ ونضا ثوباً لهذا العشقِ عنهُ أترى عشــــــقاً ولا ثمَّ فضوحُ خيرُ من تسعى بهِ الأقـــدامُ طراً ذا حديثُ النفسِ للنــفسِ يبوحُ عاتبٌ حيناً وأحياناً ملولٌ موجعٌ شـــاكٍ ورحــــالٌ نزوحُ إن يقم يوماً فبعد اليومِ شيءٌ تحملُ الأخبارُ عن مسراهُ فِيحُ نطرقُ الدنيا صغاراً ما عرفنا غصةَ الحلقِ وقد كانَ القريحُ بدويٌّ يتنبَّا يتعاطى دجلَ السحرِ وسقَّاءٌ يمــــيحُ كبرَ القهرُ مع الطفلِ وشيئاً بعد شيءٍ إستوى الحقدُ الصريحُ فازدرتْ عيناه من لاقتْ جميعاً إن بعضَ الكبرِ للنفــــسِ مريـــحُ فجزى الدنيا على سوءٍ بسوءٍ فاستوى الفعــــلانِ ما ثمَّ قبـــيحُ أيُّها الممتدُّ من ليلِ الحكايا يا هزارَ الوقــــتِ ذيّاك الصَدُوحُ شاعرُ الفصحى بلا أدنى خلافٍ لم تزلْ ذكرى سيحييها الفصيحُ أيُّها المغمضُ ملءَ الجفن نوماً وضجيجُ الخلقِ لا لا يســـتريحُ كيفَ هذا النظمُ من أحيا القوافي أتراه اليومَ في الشعرِ المسيحُ إيه يا طلاّبَ هذا الملكِ لا ينــ ــفكُّ ما دامتْ بهذا الجسمِ روحُ تطرقُ الأبوابَ من والٍ لوالٍ تعقدُ الآمالَ والدهرُ شحيحُ ما أنالوكَ سوى الحســرةِ والغيـــــــ ـظِ وبعضُ الردّ يا هـــذا قروحُ فأثبتَ القومَ ما لا قطُّ يمحى وأبحتَ الشعرَ ما لا يستـــبيحُ تملأُ الآفاقَ هجواً وازدراءً بعد أن ضنُّوا ولم يجدِ المديحُ وتراءيتَ بكافورٍ غبــــــــــاءً قلتَ يا للهِ ما هذي الفـــــــتوحُ آنَ أنْ أدركَ بعضاً من منى النفـــ ـــسِ تهزَّ الحظَّ كي ينهلَّ ريحُ لم يدرْ في البالِ أنَّ العبدَ لاهٍ فأطاحَ الحلمَ واندكتْ صروحُ وأرى الغاياتِ لا تأتي لمن عا ش لذي الأزمانِ نقّادٌ نطوحُ فأجلْ طرفكَ في الناسِ رويداً يا أبا الطيّبِ هل صحّ الصحيحُ إنِّها الدنيا وما واتتْ ذكياً فلها عنه انحيــازٌ وجــــــنوحُ خفّفَ الوطأ بأنا قد رأينا يا أبا الطيِّبِ أمـــــلاكاً تنوحُ عبثاً ظنوا بأن الأمر يبقى مثلَ ما كانَ ولا ثـــمَّ جُموحُ رقدةُ الشعبِ وإن طالت فيوماً سيقولُ اللهُ للنُّــــوّامِ روحوا

أهلا بك أستاذ حيدرة الحاج

1- بالنسبة لإعراب تحمل الأخبار فكلمة الأخبار مفعول به منصوب وحقها الفتح وفيح فاعل مرفوع وإنما الذي وقع هو خطأ في التشكيل وقد راسلت بعض المشرفين لتعديلها اليوم قبل تنبيهك ولكن لم يحصل شيء

2- بالنسبة لكلمة قلق فالذي يظهر لي جواز الوجهين النصب أوالرفع ولعل المتخصصين في النحو يعطوننا تفصيلاً أكثر
كما في البيت الشعري المشهور لجرير

هذا ابن عمّي في دمشق خليفةً/ لو شئت ساقكم إليَّ قطينا

قال النحاة الوجهان جائزان فمن رفع فعلى تقدير هذا ابن عمي هذا خليفةٌ

3- وأما كتابة كلمة الوطء فكما ذكرت وأتفق معك

4- وأما كلمة المسيح فيرتفع الإشكال بتشكيل كلمة أتُراه بضم التاء

وقد قال المتنبي :أتُراها لكَثْرَةِ العُشّاقِ/ تَحْسَبُ الدّمعَ خِلقَةً في المآقي
أتراها : الهمزة للاستفهام. تراها : فعل مضارع مبني للمجهول ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل ضمير مستتر مبني تقديره أنت،

ومن بيتي سيظهر لك نائب الفاعل بدون أن أذكر لك لأنه واضح جداً

تحياتي لك

مرحبا بك أخي الشاعر خالد محمد هنا في هذا الصرح الأدبي الكبير,

وأتوقع أن تحلق بيننا عاليا في فضاءات الإبداع والشاعرية.

والقصيدة التي وضعتها هنا لهي خير دليل على ذلك , فأنت تستحق ما يفوق كلمتي أجدت وأحسنت.

فهذه الحائية التي أبدعت في رسم لوحاتها وصياغتها ونسجها اللغوي والشعري والبلاغي تعبر عن شاعرية عالية وراقية جدا.

وبعض ما أحببت أن أوضحه :

- قرأت بأنك طلبت تصحيح تشكيل معين في بيت , وطبعا لم يحدث التغيير كما في منتديات أخرى وهذا لأن الواحة لا يسمح فيها بأي تصحيح في النص الأصلي وهذا يرتبط بمبدأ حقوق النشر , لكن يمكن للناشر أن يضع التصويب أو يذكره في رد لاحق.

- أتفق معك في موضوع " قلق " فقد جاز الرفع على أنها مبتدأ أو النصب على أنها بدل للضمير الذي هو في محل نصب مفعول به. ولو لم يرد الضمير لوجب النصب مفعولا به مقدم جوازا.
لكن من معنى البيت أنا أميل للرفع مبتدأ حتى لا يرتبك المعنى.

- أما المثال الذي ذكرته فهو ليس في نفس الحالة " هذا ابن عمّي في دمشق خليفةً " وإن جاز في " خليقة " الحالتان النصب على الحالية بعد اعتبار هذا مبتدأ وابن عمي خبره , وجاز الرفع على أساس البدلية بين " هذا " و " ابن عمي " فتكون " خليقة " مرفوعة خبرا.

- أما " المسيح " فإذا عدنا للبيت :

كيـفَ هـذا النظـمُ مــن أحـيـا القـوافـي
أتـــــراه الــيـــومَ فـــــي الـشــعــرِ الـمـســيــحُ

يعتمد إعراب " المسيح " على عائدية الضمير المتصل , وأنا أرى أن الضمير لايعود للمسيج بل لمن قصدته في الشطر الأول والفعل المبني للمجهول استوفى نائب فاعله , والمسيح هما يكون موقعها الإعرابي مفعولا به وإن عدنا لأصل الجمل قبل بنائها للمجهول :

أترى " من أحيا القوافي " المسيحَ

والمفعول به هنا " من " والفاعل أنت

وعند البناء للمجهول :

أيُرى " من أحيا القوافي " المسيحَ

ونائب الفاعل هنا " من " وأنت عوضت عنه بالضمير.

وما تفضلت به عن بيت المتنبي : أتُراها لكَثْرَةِ العُشّاقِ/ تَحْسَبُ الدّمعَ خِلقَةً في المآقي

فرأيك صحيح لأن الفعل المبني للمجهول استوفى نائب فاعله وهو الضمير , لكن لو أجرينا تغييرا بسيطا فيه :

أتُراها لكثرة العشاق " مغرورة " فما إعراب مغرورة هنا ؟ أليست مفعولا به للفعل المبني للمجهول لأنه استوفى نائب فاعله.

وهي وجهة نظر ليس إلا ...

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

الاستاذ المكرم خالد

وصلتني رسالتك ،وبحسب قوانين الملتقى :
بإمكانك ادراج ما تريد من تعديلات على النص الأصلي خلال ساعتين من نشرك للنص ..وما بعد هذا الوقت فلك أن تدرجها في مشاركة تالية كما فعل الأستاذ عبد الستار النعيمي .

مع أطيب الترحيب.