مَنْ ذا يُعينُ جَناحيَ المكسورا؟ مَن ذا يُعالجُ حاليَ المأسُورا؟
مَن يسْتعيدُ سوالفَ الوَطنِ الذَّبيحِ مُتمَّمًا من مقلتيه النُّورا؟
مَن يشتري عَذْبَ النَّسيبِ وينتخي للأكرمين ، على الثغور مُغيرا؟
شأنُ الفناءِ بأن يبثّ مكارهًا أمّا الخلودُ فكم أشاد حُبورا
وتكاد تطوي مقلتي الزمنَ العريضَ – فليس عَيْبًا أن أناهِض جورا
أو أستقلَّ مَدى المكانِ مُرتّلاً آفاقَ أشذاءِ الهدى مبهورا
تلك الظواهرُ بعضُ بعضِ حقائقٍ جابت مظاهرُها العقولَ دهورا
عَدِمَ الغنى خلفٌ تناءوْا حيْرةً تَخِذوا الطيوفَ مَعابرًا وجسورا
مَن ذا يؤمّ شواردي مُسْتَشْعرًا ما قد تحوك الممكنات حضورا
ليزفّ للأعلى سرايا ومضةٍ تَرِدُ البهاءَ لتسْتحيل بدورا
سِيّان من عَشِقَ الجَزالةَ صَنْعةً أو عاش موْهوبَ الرؤى تثويرا
سِيّان من نَشَدَ الحَداثةَ غَفْلةً أو هام بالضَّرْب العقيم شخيرا
فانهضْ بروحك ريْث تمتشق السنا واجْزِ العيونَ مناهلاً وبُحورا
وَارْقَ المداركَ عارفًا مسْتوثقًا حتى تصاحب سيّدي الجُمْهورا
ليت ابن جنبيَ يسْتحثّ مؤدّبًا خَطوَ الألى أحنَوْا لديه ظهورا
وعساه يلحظ من جَناه مواكبًا ومن الحَبائب لؤلؤًا منثورا
إنّي حَببْتُ الراءَ سِرَّ كواكبي ربّاه باركْ للفقير سطورا
أثرى الأريبُ عبيرَ زهر بيانها رقّى بهنَّ شعائرًا وعشيرا
سُرّ الأثير بجَرْسها مسْتبشرًا إذ أبصر الإرث الطريفَ مُنيرا
كيما تلذّ لمن دعاه موائدٌ كيما يعين جناحه المكسورا




