| 
 | 
نهاها نُهاها أن تبيع ضميرا  | 
 أو أن تتهادن في المحافل زورا | 
أو أن ترى زيفا وتسكت صوتها  | 
 أو أن تلف على النفاق حريرا | 
أنعم بقاضيةٍ تقيم شهادةً  | 
 لله ما خشيت سواه كبيرا | 
وتعدها للنشر نعم وثيقةً  | 
 ملأت نفوس الصادقين سرورا | 
أكرم بأنثى قد أبان بنانها  | 
 ما كان عند رجالهم مستورا | 
قد طوقت دنيا النساء محاسناً  | 
 زانت بما صنعت لهن صدورا | 
نسيت متاعب قد تمس معاشها  | 
 وتذكرت بعد الحياة نشورا | 
قد أظهرت حقاً لترضيَ ربها  | 
 وتزيح عن حصن العدالة جورا | 
هذا بنان الحق يكتب أحرفاً  | 
 كوسام عدل قد أناط صدورا | 
أنعم بناشرها حبيب قلوبنا  | 
 قد بثها بثاً يفوح عبيرا | 
أ حبيبنا الجلاد زنت صدورنا  | 
 وجلدت للمتآمرين ظهورا | 
ونشرت في صدر الصحيفة أسطراً  | 
 كالبدر في غسقٍ تألق نورا | 
الصادق الزيني زانك يا نهى  | 
 وسقاك من صفو السلوك طهورا | 
ورضعت من ثدي الأمومة رحمةً  | 
 فنشأتِ غصناً صالحاً ونضيرا | 
ما خفت في الرحمن لومة لائم  | 
 وخططت من حلو البيان سطورا | 
كشفت سطورك زمرةً ما راقبت  | 
 رباً ولا خافت هناك مصيرا | 
عجباً لقاضٍ كم يحلِّف شاهداً  | 
 في حكمه ويمارس التزويرا ! | 
ويميل ميزان العدالة عامداً  | 
 ويكون للمتسلطين ظهيرا | 
ينسى يمين الله يوم دخوله  | 
 سلك القضاء ولا يخاف سعيرا | 
للحق راياتٌ نرى في ظلها  | 
 من عاش في هذي الحياة بصيرا | 
لا ينحني يوماً لجاه زائل  | 
 ويخر لله العزيز شكورا | 
ويرى متاع القلب في مرضاته  | 
 فينام حقاً هانئاً وقريرا | 
بالعدل ينطق قلبه ولسانه  | 
 بشراه يأتي في المعاد نضيرا |