يدٌ مرتعشةٌ باردة
تحملُ كأسَ نبيذٍ أحمرَ براق،
كأنها تحملُ ثِقلَ جبلِ جليد،
يوشكُ أن ينكسرَ تحتَ وطأةِ المساء،
والرياحُ تحفرُ في الفضاءِ سجونًا،
بغورِ محيطٍ، وقسوةِ الشتاء.
عيونٌ تائهةٌ
تغرقُ في بحرٍ أحمر،
بينَ مَدِّهِ وجَزْرِهِ،
يتلاشى بريقُها في الأعماق،
ترسخُ في الذاكرةِ ذكرى مُرَّة،
وأملٌ شاردٌ يحترقُ في ظلامِ الأحداق،
تسبحُ... وتفنى بنشوتِها البائدة،
وحلاوتُها تزولُ،
كما لو أنَّ الزمانَ قد مرَّ، غيرَ عائد.
وسرابٌ يتأرجحُ
بينَ الحريةِ والأسر،
لنفسٍ ترجو الانعتاق،
شرابٌ يتدفَّقُ بينَ الأوردة،
ماءُ عنبٍ معتَّق، خليطٌ بخطيئة،
يشعُّ في الأعماقِ، ويشتعلُ في الفم،
يذهبُ العقولَ ويسلبُ الأفئدة،
رحيقٌ مُسكرٌ، يمتزجُ بالدم،
ليسَ بمشيئةٍ، بل اختبارٌ لا خيار،
بينَ فضيلةٍ ورذيلة.
جرعةٌ من دمِ ثليج،
أو هرقٌ لكأسِ أجيج،
لذَّةُ شربٍ، وكأسٌ تسقينا
خمرًا، فننسى حاضرَنا وماضينا،
عقلٌ ثملٌ، يلهينا بسعادةٍ زائفة،
وضميرٌ مُقيَّد، إن ابتُلينا.
بلا إرادةٍ، والوجدانُ خائفة.
بينَ فمٍ يتذوَّقُ خمرًا،
ونفسٍ تخافُ جمرًا،
أيهما تختار؟
خمرٌ ونارٌ… فهل تُحسنُ القرار؟