حين يهمس الشوق في أذن الليل
تنساب نغمات أغنية حزينة توقظ الزنابق
من سباتها بنداء كله حنين.
فاصنع الفلك» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» سنشدّ عضدك بأخيك» بقلم حسين الأقرع » آخر مشاركة: حسين الأقرع »»»»» الزعفران في الإسلام» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ليلة التخرج» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» زيارة» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» رماد الحب» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: المصطفى البوخاري »»»»» حكم وأمثال وخواطر.» بقلم إبراهيم أمين مؤمن » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن »»»»» مفاتح الغيب» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: د. سمير العمري »»»»» قبل انكسارِ الظِّلّ ..» بقلم مصطفى الغلبان » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»» ياكشكُ هل مازلتَ تذكرُ شعرنا» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: د. سمير العمري »»»»»
حين يهمس الشوق في أذن الليل
تنساب نغمات أغنية حزينة توقظ الزنابق
من سباتها بنداء كله حنين.
للشوق دور كبير في مد خط رفيع نحو شخص آخر، للقائه أو التحدث إليه من أجل التواصل معه. ولا يتم هذا الاشتياق إلا إذا كانت هناك علاقة وطيدة، ومحبة خالصة، دون استحضار أي مصلحة أو منفعة .
فالشوق ينبعث من وعاء الذاكرة كتذكار نائم في العقل الباطني ،، كلمحة خاطفة ، كعلاقة طبعتها الحياة بين شخصين لمدة طويلة ، فكان الفراق والتباعد هو مَنْ أخمد الشوق لمدة معينة لأسباب حدثت.
فالشوق حالة نفسية وفكرية وشعورية تباغت الإنسان في أي وقت ، ولكنها تقوى في جنح الليل أكثر ، عندما يشعر الذهن بالراحة وتحسُّن في المزاج.
مما سبق ، ندرك أن هذه المعاني والدلالات كلها اجتمعت في كلمة"يهمس" والهمس "هو التسَارُّ والتكلم بكلام خفي، أي هَمْسُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي أُذُنِ الآخَر ِبدون صوت جهوري ومسموع.
فكلمة "أذن " هي للإنسان ، لكنها انزاحت عن موقعها الأصلي فنسبت إلى الليل، فنظرا لهدوء الليل وخلوه من الضجيج، فإنه يسمع كل خشخشة تحدث في أي مكان . ولذلك قالوا: "لليل أذن يسمع بتا" .
فعندما يستجمع الشوق قوته ، فإنه يصدر نغمات شبيهة بأغنية مطبوعة بكلمات التشوق والرجاء والأمل في اللقاء والتواصل، والجلوس مع الآخر ولو لوقت وجيز . وإذا لم يتحقق فإن هذا التشوق ينقلب على صاحبه بالحزن لأنه لم يحقق أمنيته لظروف ما. لكن ، في الوقت الحاضر قد كثرت وسائل الاتصال التي خففت من ثقل الحزن وامتداده طيلة مدة الفراق.
فإن لم يتحقق الشوق، فإن قوته تتحول إلى أغنية حزن عميق توقظ الأحاسيس والشعور، فرغم الحزن الذي يتلبس بالأغنية ، فهي تجسد النقاء والبراءة وصفاء القلب. أغنية تنمِّي نوعا من التجديد لبلوغ مرحلة من الجمال والأناقة والاستقرار النفسي، بحيث لا تترك للمرء المشتاق شيئا من الانكسار والانهزام والتوجس.
أغنية توقظ الزنابق من سباتها ، / استيقاظ الشوق يبقى حيا مطبوعا بحياة الزنايق التي لها رمزيتها التاريخية في الحفلات والأعراس، بالتقرب إلى الشخص المحبوب لكي يصل الإنسان إلى درجةٍ عميقةٍ من التواصل معه، تواصل يؤدي إلى الاتزان في الحياة، مع القضاء على الجفاء والابتعاد..
يقول أحد الكتاب"تتمتع الزنابق بالكثير من الرمزية والتاريخ وراءها، مما يجعلها واحدة من أكثر الزهور ذات المغزى التي يمكنك تقديمها لشخص ما. تُعدّ الزنابق، إلى جانب الورود والزنبق ودوار الشمس، من أشهر زهور الزينة المقطوفة في العالم. إنها جميلةٌ بشكلٍ منفرد، وتُضفي لمسةً رائعةً على تنسيقات الزهور الكبيرة."
فعندما يتذكر المشتاق الآخر،فإنه يتمنى أن يقدم له باقة من الزنابق كعربون لمحبة والعلاقة الطيبة. فرؤية الزنابق توحي بالتواصل مع الآخر، فجمالها ينادي بهذه الخاصية الإنسانية الجميلة. فالزنابق محفزة للفعل والحركة دون تأخير.
هكذا قرأت هذه الخاطرة التي جمعت بين الإيجاز والإيحاء واختراق اللغة، مع جعل الكلمة تلتقي بكلمة أخرى من جديد ،أي لم تلتق بها من قبل. خاطرة تمس الإحساس والشعور ، دافعة إلى الفعل والتحرك لتقريب القلوب ، والقضاء على التباعد والجفاء بحركة بسيطة، التي تتجلى في تقديم الورود والزنابق كإشارة قوية للتعاطف والمحبة الصادقة. مع تجديد العلاقة على طول الحياة.
خاطرة تحث ضمنيا على الارتباط بالشوق الذي يأتي دون أن نحس به ، فهو يأتي كهمسة ،كصوت خفي ،كإيحاء فكري لا وقت له، لا زمان له ولا مكان، فقد يستيقظ في أي وقت .
جميل ما كتبت وأبدعت المبدعة المتألقة نادية، أتمنى أن تكون قراءتي الانطباعية في مستوى هذه /الخاطرة/ الهمسة الحكائية.
تحياتي وتقديري
بل الإبداع هو إبداعك في هذه الرؤية النقدية الدقيقة التي
تلقت النص بالتفسير والبحث والتقصي لما وراء الكلمات
بتفكيك لمعانيها وما تدل عليه.
لا اعرف كيف أشكرك على هذا المجهود الذي بذلته في هذه القراءة القيمة
فأعطيت لومضتي قدر أكبر من قدرها.
تحياتي وكل تقديري.
يا لِرقةِ الشوق حين ينساب كنسيمٍ دافئ في أذن الليل،
يوقظ الزنابق من غفوتها، لا بصوتٍ، بل بعِطرِ الحنين.
عبارتكِ لوحة مطرّزة بأنفاس الوجدان،
كأنها نغمة وحيدة على وتر الصمت، لا تُقال بل تُحَس.
محبتي التي تعلمين