يا ليتنا ندري بصدقٍ من نكونْ
قبل اختراقِ الدمعِ أسوار الجفونْ
فنجيبُ آهاتٍ تلوِّحُ في السما
لن تسقطي لتدمري صفوَ السكونْ
عمرٌ يلملمُ ما يبعثرُهُ الأسى
نحو التعافي قبل إحراقِ الغصونْ
يخطو لأرضٍ لستُ أعلمُ ما بها
بالجهلِ يدفعُ جهلَهُ نحو الجنونْ
يتفقدُ الساحاتِ علَّ رياحَهُ
تنجو بقافلةِ الهدى بين المجونْ
فيتوهُ خيطُ الفجرِ في عثراتِهِ
حلمٌ ترعرعَ بين جدرانِ السجونْ
تتساقطُ الأشلاءُ من أحضانِهِ
فيعودُ طفلًا ليس يدركُ من يكونْ
لا صوت يخرجُ من عباءةِ صمتِهِ
بالبسمِ يقبرُ ما تبوحُ بهِ العيونْ
إلا أنينٌ بالبراءةِ يشتري
عهدَ الهوى بين الأسى ألَّا يخونْ
يا ليتنا ندري بصدقٍ من نكونْ
علَّ النهايةَ ترتقي فوق الظنونْ
يا ليتنا ننجو فلم ندركْ سوى
صبرٍ يحاربُ وحدَهُ خلف الحصونْ