*شجاعة*
تَسَارَعَ شَبَابُ الْعَشِيرَةِ لِلْذَوْدِ عَنْ أَرْضِهِمْ، لَمْ يَتَأَخَّرْ سَالِمْ أَبَدَاً، فَأَسْرَجَ فَرَسَهُ، وَأَخَذَ سِقَاءَهُ وَطَعَامَهُ، وَلَمْ يَنْسَ إِلَّا سَيْفَهْ.
السجال الشعري الإبداعي» بقلم محمد ذيب سليمان » آخر مشاركة: محمد ذيب سليمان »»»»» أطل عليكم كما تشرق الشمس ..» بقلم محمد الحضوري » آخر مشاركة: محمد الحضوري »»»»» بين الضوء والظل 2» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: المصطفى البوخاري »»»»» بين الضوء والظل» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: المصطفى البوخاري »»»»» *هَوَسُ النَّظَافَة* ق ق ج» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»» قصيدة: "حديث الروح" للشاعر الراحل كريم العرقي» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ارتحال الضوء» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» بيت من الشعر .. !» بقلم محمد الحضوري » آخر مشاركة: محمد الحضوري »»»»» خطيئة الملح» بقلم حسين العقدي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» مقلة الرصد» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»
*شجاعة*
تَسَارَعَ شَبَابُ الْعَشِيرَةِ لِلْذَوْدِ عَنْ أَرْضِهِمْ، لَمْ يَتَأَخَّرْ سَالِمْ أَبَدَاً، فَأَسْرَجَ فَرَسَهُ، وَأَخَذَ سِقَاءَهُ وَطَعَامَهُ، وَلَمْ يَنْسَ إِلَّا سَيْفَهْ.
أضحكتني ـ وشر البلية ما يضحك
ياله من محارب شجاع لم يتأخر عن الزود عن وطنه
وقد أعد العدة من فرس وطعام وشراب كأنه يستعد للتخييم لا للقتال
لم ينس إلا سيفه ـ فارس بلا سيف يعود منكسرا بطعنات السيوف.
ومضة ساخرة لاذعة بارعة .. سلمت يداك.
الحقيقة ، هكذا تخيلت كثيراً من المحاربين المرتزقة الذين يحاربون للمال، أما الوطن والأخلاق فغير واردة عندهم ،،
تحياتي واحترامي ،،
السيف في النص هنا نسيانه في ومضة بهذا التكثيف ليس نسيانًا عرضيًا، بل رمز بالغ الذكاء والعمق.
فالسيف، في الوعي الجمعي، هو رمز القوة والمواجهة والرجولة والانتصار، ونسيانه في لحظة انطلاق للذود عن الأرض، يحمل أكثر من وجه دلالي:
- رمز للاندفاع الفطري:
سالم لم يتريّث ليعدّ عدّته، انطلق بدافع الانتماء لا التجهّز. كأن الشجاعة هنا غريزة لا تُخطط، بل تسبق التفكير بالسلاح.
- رمز للمفارقة بين الشجاعة والسلاح:
فالقوة الحقيقية ليست في ما يُمسك باليد، بل في ما يسكن القلب.
غياب السيف يُبرز أن البطولة موقف قبل أن تكون سلاحًا.
- رمز لنقاء النية:
ربما أردت أن تقول: خرج لينصر لا ليقتل .. فنسِيَ السيف لأن قصده الدفاع لا الدماء.
- وربما هو تلميح مأساوي جميل:
أن الحماسة وحدها لا تكفي ..
فالشجاعة دون عُدّة قد تؤول إلى الفداء، لا النصر.
ومع كل وجه من هذه الوجوه، يبقى نسيان السيف حضورًا رمزيًا باهرًا، يُحوّل النقص إلى اكتمال بالمعنى
نصّك البديع يختصر ملحمةً من البطولة، إذ جعلت من السيف الغائب حضورًا مدوّيًا للمعنى.
في قِصَرِ السطور اتسعت مساحة الدهشة، وفي بساطة الحدث تجلّت عظمة المغزى.
براعة تمسك بزمام اللغة كما يُمسك الفارس بزمام جواده، فتسير بها حيث المجد
تحية تليق بوهج قلمك وسداد رؤيتك
مفارقة جميلة .. الحماسة تسبق التهيئة، والأيمان بالقضية يغني عن الحديد
هى شجاعة غريبة ـ اندفع سالم بلا تردد مستعدا بكل شيء إلا السلاح
إن شجاعته لم تكن في السلاح بل في عزيمته.
دام ألقك ولك التحايا.
الأديبة الكريمة/ أسيل أحمد المحترمة ،،
نعم عزيزتي ، تتميز القصة القصيرة جداً بإمكانية رؤيتها من زوايا مختلفة، ولكن من نفس منظور كاتبها،
وهذه أحد المميزات التي تميزها عن الومضة، التي يريد كاتبها أن يرى رأي كل قارىء من وجهة نظره وليس من زاويته هو.
تحياتي لك واحترامي ،،