أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: كعكٌ محلّى

  1. #1

    افتراضي كعكٌ محلّى

    كعكٌ محلّى

    مُثقلةً بالكتب المدرسيّة ، وحقيبة ملأى بالحلوى ، والشعارات ، وبطاقات صغيرة صنعتها بيديها الماهرتين لتلفت إليها أنظار الصغار ، فيغدو الدّرسُ أجمل ..
    وقفت قليلاً على العتبة ، ورائحة الخبز الشّهي تملأ المكان ، ونيران الفرن تتأجّج ، لتوحي بدفء من بعيد ، في يوم شتائيّ قارس .

    وغدت بقلب مليء بالأمل ، برغبة في الوثب إلى الأعلى بخطوات قياسيّة لعلّها تحقق ما رسمته بسرعة فتهنأ بنجاح ..
    وهمست ..
    كم يشتاقُ المرء لصورة .. مجرّد صورة توحي بدفءٍ حتى وإن كانت بعيدة !
    طلبتْ كعكاً محلّى ، وبعض الفطائر السّاخنة ،
    وبدا سعيداً جداً بالكمّية التي طلبتها ..
    أسرع بتهيئة الطلب ، وتسخين الفطائر ، واستمتعت هي بتلك المهارة الفائقة لشابّ في عمر ابنها لم يتوان عن إتقان عمله ، وترغيب الزبائن ببضاعته المتواضعة ..

    في غضون دقائق ، لفّت الفطائر ، وتهيأت ووقفت تنتظر صحبتها ، لتشاركها الراحة بعد يومٍ شاق .
    وأسرعت بتقديم الثّمن ممتنّة إليه ..
    ورأت حزناً في عينيه .. رأته يحدّق في شيء ملوّن ..
    وسام سقط من حقيبتها ، أمسكه .. أخذ يقلّبه ، وجد فيه حلماً ضائعاً ، أملاً تلاشى وسقط ، في يوم مغبرّ بالحزن ..
    قرأت في عينيه غصّة الحزن ، على عمرٍ ولّى ، واحترق بنيران الجهل
    ورأته طفلاً يتوسّلُ إلى والده أن يبقيه على مقاعد الدراسة ، ألا يجعل من كتبه وأوراقه وقوداً للفرن ..
    ورأت حقيبته تمتلئ بالأسى ، وصوت معلّمته الحبيبة يبتعد عنه رويداً حتى تلاشى ..
    قرأت في عينيه بقايا حلم ، واستسلام ، وهو يقلّب بحبّ ذاك الوسام ..
    لكنه فطن إلى نفسه ، وفهم بأنه لها ، من أكداس الكتب التي تحملها ..
    وتردد طويلاً في إعادته ، وكأنه شعر بأنه يبيع حلمه من جديد ..
    حاولت متلعثمة أن تصلح الموقف ، أن تجبر القلب المتكسّر في فرن ساخن ..
    فأعادته إليه وابتسمت تقول :
    احتفظ به ، هو لكَ هديّة .. من معلّمة وجدت في عينيك طموحاً لغزو الأمل من جديد ..
    وغادرته وقد سكبت في قلبه حلماً تمناه ، ونسيت على طاولة الفرن أكياساً من الكعك المحلّى ، أهدتها إليه مع وسام توهّج ، يشرق أملاً !

  2. #2

    افتراضي

    أهلاً بك نور وأمل جديد لبعث الأمل في نفوس المسحوقين
    أعجبتني هذه الدرة التي تضيء في أفياء الواحة
    ولاأخفيك سراً فقد جعلتني أتشوق لرائحة الكعك الخارج من الفرن ماأطيبه؟؟
    أهلاً بك
    أختك
    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  3. #3

    افتراضي

    مرحباً بإقبال نور حلو ككعكها المحلى .

    قصة تحوي ألماً و أملاً و فوقهما رقة كالسكر فوق الكعك .
    أحببت طريقتك في السرد و رسم أجواء الزمان و المكان .

    تحية و إعجاب .

  4. #4

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخت الفاضلة الاديبة القاصة نور الجندلي

    احسنت ايتها الاديبة , بهذا النسيج الادبي الغني , فكانت قصة
    جميلة دافئة السرد والتفاصيل , اجدت فيها استخدام الادوات
    كلمات وعبارات وحركة احداث ورؤى , في سبيل توصيل رسالة
    , اجدت في ايصال الرسالة , بارك الـلـه بك , واشعرني اميل
    لمتابعة اعمالك , فانا من محبي الادب البسيط القوي الهادف .

    اخوكم
    السمان

  5. #5

  6. #6

    افتراضي

    صدقيني اوقفتني هذه القصة وانا جالس حد الاسترخاء
    رائعة جدا كرائحة الخبز الذيذ في صبح الشتاء من فرن الفران
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  7. #7

    افتراضي

    زهيتي الغالية ..
    إن كانت درّة حقاً فلن تشكل شيئاً في أعماق ابنة البحر المليء بالدرر

    شكراً لتواجدكِ الجميل
    وللقلم الأحمر الذي لم يزرني منذ زمن طويل

    لكِ كل ود

  8. #8

    افتراضي

    حرّة الغالية ..
    تواجدكِ أحلى
    وتحليقكِ فوق السطور زادني سروراً وبهجة
    دمت ودام حضوركِ مضيئاً

  9. #9

    افتراضي

    د. محمد حسن السمان
    شرّفني مروركم الثر أيها الكريم ومتابعتكم لأعمالي المتواضعة
    فهذا كرم بالغ منكم
    أشكركم للحضور
    زادكم الله علماً ونوراً

  10. #10

    افتراضي

    د. محمد عصام
    وبدوري أهدي الوردتين لكل أولئك المهمشين الذين يحتاجون أملاً ينبعث في حياتهم
    شكراً لحضورك

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. كعكٌ وغضبْ
    بواسطة عبدالكريم شكوكاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-08-2013, 12:54 AM