سأحدثكم اليوم عن القطط !!
( مشهد واقعى / السادسة صباحا ) ..
قررت اليوم أن أستريح تماما .. من العمل والكتابة ومشاغل البيت ، وأعباء الوظيفة .
حسنا. هذا ما صممت عليه فعلا ، قمت من النوم مبكرا ، الخامسة والنصف صباحا ، ارتديت ملابسى ، هبطت السلم ، بدلا من التوجه للعمل ، ركبت السيارة المتجهة نحو رأس البر ، وهو مصيف هادىء لم يبدأ موسمه بعد . ربع ساعة مرت ، وأصبحت فى قلب حديقة واسعة مطلة تماما على المتوسط .
مكان شبه مهجور ، والجرسون فى "الكازينو " يفرك عينيه ويتثاءب .
بالتأكيد يسأل نفسه : ما الذى جاء بهذا الزبون مبكرا ؟
وقف أمامى ، طلبت شايا ، وساندويتشا من الجبن الأبيض . فجأة تناهى إلى سمعى صوت خرفشة .
كانت قطة كبيرة تلهو على الحشائش مع صغارها الأربعة من قطيطات لهن شعر ناعم كالقطيفة .
القطيطات يلعبن فى لهو برىء ، والأم ترقبهن بأعين نصف مغمضة . على حين غرة ، نفضت القطة الأم كسلها ، وقفزت فى الهواء قفزة مباغتة ، فيما أنشبت مخالبها فى لحاء شجرة الكافور .
ترددت القطيطات ، لكن قطيطة منهن حسمت الأمر ، حيث جرت ، قفزت فى الهواء ، أنشبت مخالبها فى الجذع القوى ، وقعت . أسرعت الأم تتحسسها ، وتلعقها بلسانها .
بعد ثوان أعادت القطة الأم حركتها الأكروباتية ، ورمقت الصغيرة الجريئة ، كأنها تستحثها على معاودة المحاولة .
جربت القطيطة مرة ومرة ، وعلى استحياء بدأت بقية القطيطات فى المشاركة ، وبعد كل محاولة كانت الأم تقترب من صغارها ، وتبثهم حنانها .
على ما يبدو انتهى أول دروس التعلم ، فقد عادت القطة الأم لمكانها الأول الظليل تحت التعريشة .
جاءت القطيطات ، وتحلقن حولها ، وهى مدت رأسها ، وأعادت لعقهن بلسانها ، فيما كن يدفن رؤوسهن الصغيرة فى ثنايا فروها الناعم .
كان الجرسون قد جاء بالشاى دون أن أشعر ، وضعه مع الساندويتش ، وانصرف فى هدوء .
فى رصدى للمشهد نسيت الطعام والشاى ، نسيت ما الذى جاء بى إلى هنا !!
عدت أحدق فى البحر الذى يصلنى وشيشه الأليف .
طلبت شايا جديدا ، وامتلأ قلبى بالمودة لهذه الأم المعلمة .
كان يوما جديدا يبدأ فى هدوء ، ورفق بسمت مختلف ، أغمضت عينى ، وأنا أرتشف أول رشفة من كوب الشاى الساخن الذى وضعه الجرسون بين يدى هذه المرة : أستاذ ، صباحك فل؟؟؟
كان طعم الشاى لذيذا ويبعث الدفء فى الأوصال ، والأمواج تستحثنى على النزول .
ولقد فعلت!!



رد مع اقتباس