إلـــهي قد أضـــــــرّ بي الزمـــــانُ وأطفأت الرياح شموع دربـــي
ولم تجــــــدْ استـــغاثاتي مجيبـــــاً فمن ذا يستجيبُ سواك ربــي!
وتعـــــلمُ أنّ لي خـــلفاً صغـــــاراً أكـِـدّ لاجلــهم ولهُمْ أربـّــــــــــي
فإن أكــــــلوا طربتُ كـــيوم عيــد وإلا فالهـــمــوم تلـــــفّ قـلبــي
دنــَـــتْ مني النوائـــبُ واستقــرّتْ كما يدنو الحبـــيبُ من المحــب ِ
فصـــــرتُ إذا درأتُ الشـــرّ يوماً تجـئ بألف شــر ٍ مُشرئـــــــــب ِ
فأغمدتُ الحســــامَ وكنـــتُ دوماً إذا دعتْ الخطــوبُ لهـــا ألبـّــي
وصمتُ قناعة ً وفطــــرتُ صبراً وحـلّ بي البـلاءُ وأنتَ حســبــي
وما انقـــطع الرجاء ولا الترجي ولا يـئسَ الفــؤادُ برغــم خطبي
ولا نزعـَـتْ إلى العصيان روحي ولكــــني أقــــرّ بكــل ذنــبـــــــي
جميع الصـــــحب قد ولّوا فراراً كأن نفوسَــهُم مُـلئـــت برُعـــــب ِ
وكنــــتُ لهم بمنزلة الموشـــــى بتاج المُـلك يــا لــزوال صحبـي!
عجبتُ "لطــــائر الاشجان"هذا تجـوبُ به الـرياحُ بـكـلّ حـَــــدب
وليس بأمرها عصفـَــــت ولكن بأمر الله حين يقــول : هُبـّـــــي
فيا مَن قال للعذراء : هـُــــزي بجذع النخل فانـتـثرتْ برُطــــــب ِ
وللنار : اخمَدي فغــدت سلاماً وللمَـلك :اسجدوا ورمى بشـهب ِ
وأبرأ سقم "ايـــوبٍ" وأنجـى كظيم الحوت ، والمُـــلقى بجُـــبّ ِ
وأنــشأ بــــرزخاً لم يبغ ِ فيــه ِ أجاجُ الماء فـــوق فرات عـَـــذب ِ
ومن بين الدماء وفـــرث شاة ٍ تساقى الشاربون لذيـــذ شُـــرب ِ
أتيــــتكَ والفـؤادُ يــنـُـزّ إثــمــاً وخائنــتي تنـــوءُ بكــل كـَـــــرب ِ
ولســـتُ بسائــل ٍ إلاك عونـــاً فأورقْ بالنعيــم فصولَ جـَــدبـــي
وأختِـمُ بالصلاة عليك "طـه" وآل البــيـت تــــزكيـــة ً لـحُـبــي
(طائر الاشجان)




رد مع اقتباس
