إلى فخامة ال.........


إكذِبْ فلا الصدق يعنيني ولا الكَذِبُ
يا قائدُ الشعبِ أنتَ السؤلُ والطّلبُ
واحلِفْ لِمَن شَكّ أيماناً مُغَلّظةً
مـا أنتَ عينٌ لأمريكا ولا ذَنَبُ
ولا سَفكتَ دمِ الأبرار في صَلفٍ
ترجو رضى " بـوش" لا جُرمٌ ولا سبَبُ
ولا كسِبتَ من الكرسيّ مغنَمَةً
إلا رصيداً من الملـيار يَقـترِبُ
ولا ارتشيتَ لترسيم الحدودِ ولا
قايضتَ بالأرض مَن للعِرض يَغتَصِبُ
ولا تحَرّكتَ في جيشٍ إلى عَدَنٍ
للسطو في عَجَبٍ يَندى لهُ العَجَبُ
أسمَيتَها وحدةً لكنها جشعٌ
مَهما تنَمـّقتِ الألفاظ والخُطبُ
يا قاهرَ الشعبِ قد أفنيتَ ثروتهُ
أهكذا كلّ خير الشعـبِ يُنتَهَبُ ؟
تَجمّعتْ حولكَ الأوباش تَحرُسُها
يا للمصالح كمْ تمنـَعْ وكمْ تَهَـبُ
في شخصِكم وجَدَ السُّرّاقُ مدرسةً
منها تخرّج مَن ظلوا ومَن ذَهَـبوا
كم تَستَبحْ هِمَماً كم تشتري ذِمَماً
كأنكـم تاجرٌ في السوق يكتَـتـِبُ
وذاكَ حامي حِمى الأوطانِ مُرتشياً
والقاتُ يمضغهُ الأطفالُ والشيََبُ
والأخذُ بالثأرِ لا القانونُ يَحكمُهُ
ولا الشريعة فالقاضي هوَ الحَسَبُ
وللشيوخ نفوذُ الحكمِ في بَلدي
كأنهـا دُوَلٌ أو أنها عُصـَبُ
هل بعد هذا اقتصادٌ والريالُ غدا
جزءاً من الألف للدولار يَنتـَسِـبُ
عانيتَ يا مَوطني مِن ألفِ مَفسدَةٍ
قَضَتْ عليك وأنـتَ الوالهُ الطرِبُ
وأنتِ ما زلتِ يا صنعاء في نظري
" مليحةٌ عاشقاها السلُّ والجَرَبُ "
مَن ذا يُصَدقُني لو قلتُ في هَلعٍ
يا أرضُ بلـقيس إني فيكِ مُغـترِبُ
يا سارقَ الحُلُمِ البَرّاق مَعذِرةً
طغى على صـوتي الزُّمّارُ واللجُبُ
هذي الجموع التي جاءت مؤيدةً
نفـسُ الجموع التي بالأمسِ تَنتَحِبُ
ما زال عهدُ حميدِ الدين تنقشهُ
قبائلٌ ضحِكَتْ من جَهلِها العَرَبُ
كَمْ صَـفّـقتْ لِشقيٍّ وهي قائلةٌ
مَهلاً فلا بُد مِن يومٍ سَتـنْـتَكِـبُ
ولو تَمَشدقَ في مِحرابِكم قلمٌ
يَجتَرّهُ العَوزُ أو يَقتادهُ السّغَبُ
تبقى طلائعنا في ليلكم قَبَسٌ
مِثلُ الدخانِ تَوارَتْ خلفَهُ الشهُبُ
ويلي على كل مَن غارت ثقافتهُ
في اليأس من عَبَثِ الأقدار يضطرِبُ
ورغم هذا الحصادُ المُرّ ما برحتْ
في أمـتي فِـتْيَةٌ تصـبو وَترتَقِـبُُ
لا تُستمالُ إلى الإغراء صامدةً
فالحُر لا يـشـتريه الجاه والذهبُ


طائر الاشجان