في رثاء الشيخ / زائد بن سلطان آل نهيان رحمه الله .

يــا للقصورِ الشامخاتِ يلفُّها صمـتٌ يَشُقُّ سكونَهُ التجويدُ
عصفت بها الأنواءُ وهيَ قريرَةٌ وسَرَتْ بها الأحزانُ حيثُ تريدُ
ومشاربٌ كان الصفاءُ نديمَـها فإذا لذيـذُ المُتـرعاتِ صديدُ
أتلومُ قلبيَ إذ تفَطّرَ حسرةً لا الحـزنُ مَـلَّ ولا الدمـوعُ تُفيدُ
لهَفي على الشيخ الغنيِّ مهابةً سيـظل فينا الحيّ وهو فقيـدُ
ملأ المسامعَ ذكرهُ وتَشَنَّفَتْ فالكلُّ يـطري "زايداً " ويـشيـدُ
مُتفـرّدٌ فـي طبعـهِ وطِبـاعهِ سَمْحٌ يُجَـلّلُهُ الوقــارُ حميدُ
الجودُ والإحسانُ بعضُ صفاتهِ والرأيُ عندَ النـائبـاتِ سديدُ
مَن مثلُ " زايــد " حكمةً وَفَراسةً وهوَ الذي للمُكرماتِ عميدُ
الشعبُ ناحَ وقد تعاظمَ خَطبُهُ والعيدُ مُنتَحِـبٌ وأنـتَ سعـيدُ
في الخلدِ تَقطِفُ من نضيدِ ثمارها هُوَ ذا النعيمُ وأنتَ فيهِ شهيدُ
وإذا قضى الليثُ الهصورُ فشِبلُهُ يحمي العـرينَ مُحَنَّكٌ ورشيدُ
يا خيرَ مَن حملَ اللواءَ خليفـةً لكـمُ الولاءَ نـزيدهُ وَنُـعـيدُ
والمخلَصونَ من الرجالِ تظافروا وكأنهـم في راحَتيكَ حديدُ
إمــا لِتَبني بالحديدِ حضارةً أو تَضـرِبَنَّ بـهِ الـعِـدا فَتُبيدُ
وَوَلـيّ عهدكمُ الأميـنِ مُحَمّدٌ نورُ العيـونِ وللفؤادِ وَريــدُ
أكرِمْ بِمَن حازَ الفضائلَ شيمةً ولهُ استلانَ الصخرُ وهوَ عنيـدُ
أشدُدْ بهِ يا رب أزرَ " خليفةٍ " فالعبدُ في كنف المجيدِ مجيدُ
يا سيدي .. بكتِ القوافي خِشيَةً وَمضى اليراعُ يَحارُ كيفَ يُجيدُ
وعلى متونِ الشعر سالَ عزاؤهُ وكأن دمعَ المُقلتينِ قصيدُ
فأتى ينوءُ بحَملها متثاقلاً من آلِ بيتِ الطاهرينَ حفيدُ
وبـأيّـما لـُغـَةٍ أتـيتُ فإنني عما يَليـقُ بِشَخصِكُم لَبَعـيـدُ


طائر الاشجان