دخل والده وفرحة غامرة تشع من عينيه :
مبروك يا بني , ثم بادره :
اتذكر منذ سنين يا سعيد؟
لقد قلتَ يومها انك ستفتح مكتبا لعلوم الكمبيوتر وها انذا فرح بحلمك وقد تحقق .
كان ذلك منذ خمسة عشر عاماً , حلمٌ في ذاكرة سعيد طوته صفحة النسيان جاء والده ليذكره به وليبعث في ارجاء نفسه البهجة والسرور.
مضت على سعيد سبع سمان في مكتبه , لم ينغص عليه سوى صرخة اطلقتها بغداد وقد تكالب عليها المعتدون
- سأذهب الى بغداد
- كيف ذلك يا سعيد , هل يجدر بك ان تغتال فرحة ابيك !
- لن اخبره بذلك .
في المساء ذهب سعيد الى والده وهو يصنِّع في مخيلته لباس الغياب :
- يا ابي سأسافر الى تركيا ولن اغيب طويلا
- حسنا يا بني وفقك الله ولكن لاتغب طويلا , الأوضاع لاتنبئ بخير , وهؤلاء الكلاب يريدون ان يخربوا بغداد ,
لقد بات حقا علينا نصرتها يابني
فوجئ سعيد بكلام ابيه , لقد اطال التفكير في البحث عن ذريعة يسافر تحت جناحها الى غايته , وهاهو يسمع كلام ابيه يخرج من اعماقه كشخص لم يعرفه من قبل !
- اذن اؤجل السفر وانطلق الى بغداد
- خذ معك احد إخوتك , ولاتتفرقا
انطلق سعيد مذهولا تشعشع من عينيه فرحة مثل فرحة ابيه يوم افتتح مكتبه منذ سنبن .



رد مع اقتباس

