أللشعراءِ مفخرةُ الكلامِ أمِ التحقيقُ في فعلٍ إمامي؟
أفيضُ القلبِ بوحكَ في احتراقٍ أمِ التزويقُ في ضمِّ السّنامِ؟
عجيبٌ أن يجودَ الشعرُ دهراً و في الأشعارِ إخلافُ المرامِ؟
لأنّي شاعرٌ فاضتْ سطوري تخيّبني و من يمشي أمامي
إذا ما سرتَ في الأحلام يوماً و لمْ تَخْبُرْ فلا تُخبِرْ كلامي
تحالفني الحروفُ على انتشاءٍ و في عزمٍ تخالُفني سهامي ؟
سأكتبُ من شعوري باعترافٍ بأنّ الشعرَ إدمانُ الهُيامِ
و تسويقُ المعاني في احترافٍ و عجزُ الذاتِ عن لمِّ الزّمامِ
فيا عُظمَ النّذيرِ لأهل شعرٍ و قد هاموا بأوديةِ الكلامِ
و قد قنعوا من التصويرِ طرّاًً و ما لا ذوا بأدويةِ السّقامِ
شعورُ الملهمينَ لهُ امتدادٌ و شعرُ القاصرينَ بلا تمامِ
نظمنا القولَ من شهدِ المعاني و تُهنا في جلابيبِ العظامِ
سيحملكَ اقتداري و اعتذاري فتمدحني فما جدوى سآمي
إذا الأشعارُ رافعةٌ لذكري فذكري في قوافيها كسامِ
عمدتُ القولُ مجترئاً صريحاً فإنّ اليومَ أدعى للذمامِ
و ليسَ الفخرُ في شعرٍ بليغٍ و لا قولٍ حكيمٍ في انسجامِ
و لكنْ أن تقيمَ الحرفَ ذخراًً لهُ قدمٌ على صدقِ الكرامِ
كنجمٍ في علاهُ قد تسامى و دلَّ القومَ في بيدِ الظلامِ
فأطلقَ من مفاخرهِ ائتلاقا و خلفَ بريقهِ سرُّ التزامِ
على فرطي لقد أطلقتُ شعري و في نفسي نداماتُ الغرامِ
و قد أعياني أن ألفى سبيلي و ما ألفيتُ في الدنيا اهتمامي
و ما همّي سوى الإفصاحِ عزماً و لكنْ خانني عزمُ العظامِ
يؤرّقني التراوحُ في زماني و تهجرني عزيماتُ الهُمامِ
بقلبي الحبُّ دفّاقٌ كبحرٍ و هل يكفي لمثلي في مرامي
تَخَالَفْنا فليسَ النّاسُ صنواً فطالبُها المعالي بالزّحامِ
و طالبُها بقلبٍ ليسَ يبغي من الدّنيا سوى صفوِ الكرامِ
تمرُّ الساعُ و الأيّامُ هدراً فتهدُرُني و تسقيني انهزامي
تُصافحني المعاني في انطلاقٍ فأغدو مُلهماً أطوي ركامي
و تلبَسُني ركاماتي زماناً فأشربُ من قذاها كالزُؤامِ
و قالَ الحِبُّ أفصحْ يا بعيداً و جدِّدْ شوقنا و اقشعْ ظلامي
و ما يدري بأنَّ الشوقَ نارٌ و هذا البُعدُ أمطارُ الغمامِ
و ذاكَ الصبُّ في قلبي طيورٌ و لكنْ ريشُها مثلَ الحُطامِ
بأيّ اللّونِ أظهرهُ التزامي و دعوى البذلِ من خلفِ الّلثامِ
سكبتُ القولُ اشعاراً و شوقاً فحارَ القومُ في سحرِ الغرامِ
و لمْ أسبقهُ لو صحّ احتراقٌ لدخنَّ ثمّ أرْمدَ كالحِمامِ
ألاَ يا أيّها الأحبابُ عذراً فلوْ بالمِلكِ ما بَطِئتْ ذمامي
و لو ملكتْ يميني بعضَ ذخرٍ أتاكمْ ما ذخرتُ على التّمامِ
فإنّي قائلٌ و اللهُ يدري و يأبى ظنّكمْ طعنَ التزامي
أللشعراءِ مفخرةُ الكلامِ أمِ الأوجاعُ تهدلُ كالحمامِ



رد مع اقتباس



