اسرق لنفسك لحظة مجنونةً
وبجذعها أسنِد همومك وامض في سفرٍ إليكَ
ولا تَعُدْ
إلا إذا فتّشتَ فيكَ ورحتَ تغرفُ منكَ أوجاعاً
ليكتبها لنا العرجونُ
والعرجونُ أصدقُ ناحلٍ كتب الهوى
* * *
لا تلتفت
فبقُرب صدقِك كلُّّ أكوام الظلامِ
وجرّةٌ مُلئت من الطهرِ المزيّف ،
حولَها قُطعانُ وهمٍ ،
بعضُ أوباشٍ
يقاتلُ بعضُهم بعضاً لينتهبَ الفؤادَ
وما حوى
* * *
لا تلتفت
واصنع لرحلتك الأليمةِ مركباً من حسن ظنّك بالسماءِ
وقل لكل الساكنين بصدرك الموجوعِ لا تتلفتوا
فلسوف يَحمدُ صِدقُـكم عند الصباح سُراهُ
فاستبقوا الطريقَ
لكلُّ قلبِ هجرةُ
والله يعلم ما نوى
يا أيها الماضون في سبُلِ الحياةِ
ترفقوا
لاشيء مثل الصدقِ يحفظ للندى وجهاً
ويمنح بهجةَ الاحساسِ للشمس الملولةِ كي تعودَ
ولا تُخلَّ بوعدِها
وتجيءُ تُلبِسُ هذه الأشياءَ ظلّ الأمنياتِ تجرّهُ
فينام فيه المتعبونَ الظامئونَ
وكلُّ باكٍ لم يجِد أحبابَهُ فأقام يرثي
القومَ في سقطِ اللوى
* * *
أنا قد سألت ولم أزلْ
وبحثت عن وطن سواي فلم أجد غير انحناءاتِ الخرائطِ
ترسم الأغلال ناراً لاتبارح معصمي
ورؤى يأولها العذابُ
وسبع ضحكات عجاف ليس يسمعهن غير الموتِ
حين يطوف يقتلع التوجد في دمي
لا تظلموا رؤيايَ
إن المتعبين جثوا بصدي فاستعرت لبثِّ شكواهم لساني
وأشتريت لهم فمي
لا تظلموا رؤياي
هذي الطير تأكل حلم رأسي
أنا بعدُ لم أُصلَبْ
وتلك أصابعي شُنِقت ولمّا تسقِ ليلَ الوجد خمراً
أو تبُح عن سر نفسي
وعلام يُقضى الأمرُ ذاك ولم نزل نستفتِ
نبحث في خزائننا عن الحب المضيع بين إطراقٍ وهمسِ
يا أيها المشغول عن وجعي وفي جسدي ابتنى وطنا
يا من يسامر نجمة في خافقي
هاقد تشجرت المسافة
واغتلى الاحساس
والألوان باعت من ظفائرها لتفتديَ الغيابَ
بسفك أيام السَّنا
لاشيئ ...
لاوطن يفكر أن يؤلف بيننا
هاقد بحثت فلم أجد غير انحناءات الخرائط في دمي
ورؤى يأولّها العذابُ
وسبع ضحكات عجاف في فمي