بعض من زلاتنا
غالب الوقت نجد أنفسنا نتكلم كثيرا..
في البيت.. في العمل.. في المسجد..
في المحافل.. في المؤتمرات..
في الشارع.. في المقهى..
على الهاتف.. على الانترنيت..
أحيانا دون معنى..
البعض منا يتحدث كيفما اتفق في حواراته
دونما أي اهتمام..
يتكلم في كل شيء وفي لا شيء..
ليترك الفعل متدحرجا وسط تيار الكلمات..
ترى.. أتحمل هذه الكلمات التي تذهب أدراج الرياح
رسائل جدية في كل الحوارات..؟
أتنطوي هذه الكلمات على صفة احترامنا للآخر؟؟
أغلبنا يتحاور دون شعور..
ويتبادل أطنانا من كلمات الكراهية..
والنفاق..
والكلمات الجارحة..
المتلاعبة..
المؤلمة..
المحطمة..
ليترك آثارا سلبية على نفوس الآخرين..
أغلبنا يتبادل الكثير من الكلمات الفوضوية..
والتي لا تخدم موضوعا جديا أو هادفا أو مسألة مصيرية..
أوليس من الأفضل الركون إلى الصمت
بدل إطلاق فقاعات في الهواء ؟؟
وكلمات جارحة تدمي الأفئدة ؟؟
ولاهية تنتهي بانتهاء الوقت الفارغ..؟؟
ألا تدخل معاني هذه الكلمات في صلب حضارتنا اليوم؟؟
هذا إن سلمنا أننا لا زلنا نملك فعلا كلمة حضارة..
في ظروف دامية وأحوال بائسة ومزرية
فقدنا فيها الخطى
وظللنا الطريق وسط الشوارع المتشعبة..
واستحالت بيننا كل جواهر الأخوة الصادقة في الله..
أتحمل هذه الكلمات معاني الأدب والنضوج الفكري السليم
في هذا المحيط الشاسع من وسائل الاتصال والتواصل..؟؟
غالبا ما تُزرع بذور الأمل بكلمة..
ننطقها بأفواهنا ولا نؤمّن عليها بقلوبنا..
لتتبعثر أشلاء صغيرة مع رياح الزمن..
ولا تترك للآخرين إلا شظايا رمل
تحجّر ما بقي في قلوبهم من أماني..
ليتجرعوا كؤوس خيبة الأمل
من كلمات ووعود تولّدت من معاني فارغة..
وأهواء لا تحتكم لعقل ولا مسؤولية..
وكلمات قيلت في لحظات فراغ واهنة..
هل يمكن أن نتساءل ما الذي يحصل بمحيطنا العربي؟؟
لقد صار عبارة عن كلمات ومقاطع لفظية
كثيرا ما تسوّد الصورة الطبيعية أمام عيني الإنسان البسيط منا..
أو ليست الكلمات لآلئ وجواهر
تزين كيان الإنسان المسلم
وتضفي عليه سمة الجدية واحترام الذات..؟؟
فلنتحاور جميعا عقلا وقلبا..
ولنعتبر أن ما تنطقه شفاهنا أو تكتبه أقلامنا من كلمات
لهو كنز ثمين نستطيع جميعا أن نحيي به أمة البلايين النائمة
كيما يستيقظوا ليحرثوا أقوالا وأعمالا صادقة
تتمر لنا سنابل خير في قلوب أجيال واعدة..
تعيد - إن شاء الله - لتاريخنا المدفون تحت الكلمات والأهواء والأقوال
عز الغد وكرامته..



رد مع اقتباس




https://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM