اختلف في ذلك على أقوال :

الأول : أن الواضع هو الله سبحانه وتعالى ، وإليه ذهب الأشعري وأتباعه ، وابن فورك.
الثاني : أن اللغة من وضع البشر ، وإليه ذهب أبو هشام ومن تابعه من المعتزلة.
الثالث : أنّ ابتداء اللغة وقع بالتعليم من الله سبحانه وتعالى ، والباقي بالاصطلاح.
الرابع : أن ابتداء اللغة وقع بالاصطلاح أما الباقي فهو توقيف ، وإليه ذهب الأستاذ أبو إسحاق وقيل : إنه قال بالرأي السابق!
الخامس : أن نفس الألفاظ دلت على معانيها بذاتها ، وبه قال عباد بن سليمان الصيمري.

السّادس - وهو المهم - : أنه يجوز كل واحد من هذه الأقوال (عدا قول عبّاد فإنهم جزموا ببطلانه) من غير جزم بأحدها ، وبه قال الجمهور.

( ينظر : المحصول في علم أصول الفقه : للرازي ، ج1 ص181-183 ، تحقيق د. طه العلواني و إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول ، للشوكاني ، ج1 ص 69 - 70 تحقيق أ.د.شعبان محمد إسماعيل )

وقال الإمام الغزالي :

" أما الواقع من هذه الأقسام فلا مطمع في معرفته يقينا إلا ببرهان عقلي ، أو بتواتر خبر ، أو سمع قاطع ، ولا مجال لبرهان العقل في هذا ، ولم ينقل بتواتر ولا فيه سمع قاطع ، فلا يبقى إلا رجم الظن في أمر لا يرتبط به تعبد عملي ، ولا ترهق إلى اعتقاده حاجة ، فالخوض فيه إذا فضول لا أصل له. " اهـ
(ينظر : المستصفى من علم الأصول ، للغزالي ج 3 ص9 ، تحقيق د.حمزة زهير حافظ )

والله أعلم ،،،