للناس كلـِّهمُ قـُـمَـيـْـرٌ واحـِـــــدٌ وأنا خلافَ الناسِ لي قـمَرَان
لي واحدٌ مَـلـَـكَ السماءَ بحـُسنهِ ولدي في الإسْكــَــندَريَّة ثانِ
لا شِـــبهَ بينهُـما .. ولـكـــنْ عندما أصفُ اكْتمالَ الحسنِ يشتبهانِ
- -
عيناكِ يا قمَري بدَاية جنـَّةٍ منْ كلِّ فاكهةٍ بها زَوجَانِ
لمَّا نظرتُ إليْهما مُتأمِّلاً أبصَرتُ مَا لا تدْركُ العيْنانِ
لغة المَحبـَّةِ ليسَ يُتـقنهَا سوَى طرْفي وَطرْفـُكِ حينَ يلتـَقيَانِ
- -
فكتبْتُ في عيْنيْكِ شعْرَ طفـُولتي لأعلـِّمَ الأحْلامَ بالمَجَّانِ
وجعلتُ تَحْناني بِحَجمِ غرَامنا لينامَ كلُّ الناسِ في تَحنانِي
لمْ يُبصِرُوا يَوْما طَريقَ خَلاصِهِمْ فمَنحْتُهمْ كيْ يُبصِرُوا أجْفانِي
- -
جعلوا منَ الحبِّ الجَميلِ خطيئةً وَجعلتُهُ منْ دُونِهمْ غفرانِي
فسُجنتُ .. ما ذنبي سِوى حريةٌ خبَّأتـُها للناسِ في ألـْحَانِي
أحْلى ذنوبُ المرءِ تغفرُ نفسَها سرَّا.. وتترُكُ قلبهُ ليُعانِي
- -
فلبِثتُ في سِجني أُغنِّي للهوى وَالحُبِّ.. حتى أدْمَعتْ قضْبانِي
والناسُ ما التفتوا إليَّ لِبُرهَةٍ وَجدَارُ سِجْنِي ذابَ منْ تَحْنانِ
لوْلا تحسُّ بنا وتفهمُ حُزننا لا فرقَ بينَ النـَّاس والجُدرَانِ
- -
فسَّرتُ أحلامَ المَساجينِ التي ظلَّتْ ترَاوِدُهُمْ .. بِبضْع ثوانِي
ولَمَحتُ سجَّاني يَرَانَا حائرًا فمَنحتُ فنَّ الحُلمِ للسَّجانِ
لا تـَقـْطعُوا الأيدِي.. أنا بشرٌ فقطْ ولديَّ مَا يَكفي منَ الغُفرانِ
- -
يا بَائعَ الأحلامِ.. قلبُـكَ مُرسَلٌ للناسِ.. يَهدِيهِمْ إلى الوجْدانِ
للحُبِّ فوقَ الأرضَ مملكة بهِ ضاقتْ .. وفي عَينيكَ مَمْلكتَانِ
أحْبَبتَ كلَّ النَّـاس.. أمرَ رسُولِهمْ ولـَكمْ يزيدُ الحُبُّ في الإيمَانِ
- -
لمَّا أفَكـِّرُ كيْفَ كُنـَّا مِثلهمْ تمْشي علَى خدَّيَّ لؤلؤتانِ
هاذي خطيئاتي.. وهذا حُبنَا خبَّأتُ خلفَ كمَالِهِ نُقصَانِي
عيناكِ يا محبوبتي لولاهُما لمْ يُوجدِ الإنسانُ.. في الإنسانِ
- -
يا أجْمَلَ الأشياءِ.. يا تلكَ التي نامَتْ على كتفِي بلا اسْتِئذانِ
لا تمْنعِي الأحزانَ أنْ ترتَادَنا إنَّ الجمَالَ صَنيعَة الأحْزانِ
قالَ المَسيحُ.. وقدْ رَآنيَ مَرَّةً مَا أجملَ الإنْسانَ حِينَ يُعانِي
- -
يا ألطفَ القمرَيْنِ.. يا قمرِي.. أنَا منْ لوْ نَسيتُ الوَردَ لنْ ينْسَانِي
لا ترْفُضي حبِّي فرَغمَ فنَائهِ سَيَكونُ هذا الحبُّ آخرَ فانِي
ليسَ الخلودُ لمثلِ رُوحيَ إنمَا وُجدَ الخُلودُ ليَخلـُدَ القمَرَانِ
July 2011