صُوغِي من الحُبِّ .. ما يحلو من الطربِ
فالهَمُّ قرَّبَ نائي الوجد مِن تعبِي
واروِ الحشَا .. من تباريحَ الهوى .. فأنا
معتَّقُ الحزن .. قدْ كفِّنْتُ في كُرَبِي
شدّ ارتحالي اصطخابُ اليأس .. وانتفضَتْ
مشاعري من لحُونِ اليأسِ والصخَبِ !
أجِيءُ نخلاً .. تُهيلُ التيهَ فِي صلفٍ
علياؤُهُ .. والمَدى الأعلَى بلا رُطَبِ
أجيءُ .. أفترشُ الإدراك .. ملتحِفاً
آفاقَه .. والنُّهَى في ضيِّقِ الرتَبِ
أجيءُ يا سحْرَ ليلى شمعةً .. لمعَتْ
أنفاسُها .. غيرَ أنَّ الزيتَ في غضَبِ
ليلايَ .. إنِّي كسرْتُ النفْسَ مِن ولَهٍ
معطَّرٍ .. بالإباءِ الفضِّ مختضِبِ
أصابنِي وأنا الغصْنُ الرطيبُ هفا
إلى العُلا ثمَّ أودى بِي إلى اللهَبِ
قد كنتُ أمشِي .. وسيرُ الشعْرِ في عجلٍ
فما انتمَى لا إلى التقريبِ والخببِ
والنفسُ فِي قفصِ الإرهاق حائرةٌ
قَد ألْقيتْ في سواءِ الضيقِ والرحبِ
أحارُ .. كيفَ ارتَمَى التفكيرُ معتَصِماً
فِي حضْنِ جدٍ بَدا في صورةِ اللعِبِ
عرفتُ أنَّ
حياتِي
فاستلهِمِي من سفير الحُب أمزجةً
تُزيلُ ما قد جرى في الروحِ مِن وصبِ
يطيبُ جُرْحِي إذا داويتِهِ .. وإذا
تنأينَ عنِّي .. فإنّ الجرحَ لم يطِبِ
ويسْكنُ الفجْرُ بِي .. إذْ أنتِ ساكنةٌ
جوانحِي .. أيُّ ذا الأدْجَى سيسْكُنُ بي ؟!
لمحتُ فيكِ السَّنَا يسْري تموجُها
فِي منتَهَى العطْف .. ما عابتْ ولَم تعبِ
مُنَىً وعطفٌ على عينِي رأيتُهُما
كمَا رأيتُ مُنَى أمِّي .. وعطْفَ أبِي
تموسَقِي في دمِي .. رصِّي النقاط على
حروفِها .. واستريحِي في مدى هُدُبِي
عشْقِي كما الطفْلُ يهْوَى .. ماءُ رابيةٍ
براءةُ العشْقِ .. ثوبُ الطُهْرِ عشْقُ صَبِي
لا تعذلِي .. كيفَ يبدو الحسْنُ فِي شفقٍ
ملوَّنٍ .. دونَهُ دَوَّامةُ