الفاضل مأمون المغازي

الدفء قصة مشابهه للواقع بكل تفاصيلها، فحين نقف عند أحداثها قليلاً نقرا الواقعية بكل ما تعتريها...وأسمح لي بثرثرة بسيطة..

1- الجو العاصف شديد البرودة واعتزازها بطريقة مشيتها الواثقة يعطي انطباع أنها امرأة قوية للوهلة الأولى، ولكنها متسيبة من ناحية أخرى حيث أنها تغمز لذاك وتبتسم لذاك، وتبحث عن زملائها الذين لم تعرف كيف ستقضي اليوم من دونهم وكأنه لا عمل في الهيئة سوى الحديث والهمز واللمز، لا أعرف لماذا أنصدم الكثير بالنهاية فالقصة فرضت نفسها منذ البداية.

2- لؤم الزميل وظنه بأن لا أحد سيأتي غيره جعله يتحين فرصة دخولها وكأنه يعد لشيء مسبق، حتى دخوله في حوار بدأه من الحديث عن البرودة التي كانت شديدة في الليلة السابقة، وتأكيدها لكلامه بالضحك لم يكن سوى تلميح لشيء كان في داخلها فتصرفت بتلقائية دون أن تحسب له حساب.

3- العرض الذي قدمه بأنه دارس علم نفس، هي أساليب استدراج لا أكثر ولا أقل يقدمها الشخص ليقنع الذي أمامه بأنه أقوى منه وأنه قادر على كشف خباياه، فالبطلة هنا طيلة الوقت كانت تتظاهر بالقوة في حين أنها اضعف بكثير، وغير ذلك فهي مشاع للكل هذا يضحك معها وهذا يسمعها نكت، اعتقد أن أي امرأة عاملة تحترم نفسها حتى لو كانت الوحيدة ضمن ألف رجل لتعاملت بشكل آخر مع الجميع ابتداء من المدير وحتى الساعي.

4- لن ينكر أحد أن الرجل ينظر للمرأة دوماً على أنها منبع الشهوة، لأن تلك النكتة التي قدمها العامل لو قدمت لأي موظفة تحترم ذاتها لما ضحكت ولما أعطتها أي اهتمام، ثم توترها بعد أن أمسكت بقهوتها عبر عنه الكاتب باهتزاز رجليها ومواصلة الحديث مع الزميل المدعي الذي أعطاه انطباع بأنها استعذبت ولوجه في داخلها وتريد منه أن يكمل، فأكمل دون تحفظ حتى أنه بدأ يتدخل في خصوصياتها.

5- قولها "لم يخلق الهم إلا لي وحدي" نقطة ضعف كشفت عنها بغباء أو لؤم لا فرق، وإصرارها أنها تحب زوجها، بطريقة ملفتة جداً تعني العكس تماماً ولكنها تسلحت بالكلمة الخطأ والأسلوب الخاطئ، فكانت مكشوفة للآخر...!!

6- توظيف فنجان القهوة الذي نظرت إليه بعد أن كشف عن أعماقها كأنها عرفت جيداً أنها أصبحت مكشوفة أمامه كفنجان القهوة، وتلك الرواسب التي رأتها ما هي إلا رواسب نفسها التي حاولت إخفائها فارتشفها زميلها حتى كشف النقاب عنها.


7- ثم قولها "بالله عليك لا تتمادى" ماذا؟؟!!
أليست هذه الجملة تغري الرجل بالتمادي..!!وتغريها بالاقتراب..؟!


8- في طريقها للبيت كانت تحلم بعود زوجها رغم أن توقيت عودته لا يتلاءم مع ذلك اليوم، مجرد أمنية زرعتها في فكرها، وصدقتها، ثم التوقيت الرائع الذي اختاره مأمون توقيت الظهيرة وهو توقيت الشيطان عامة، وفتحها للباب وهي مازالت تلف نفسها بالمنشفة،لتفاجأ بزميلها، ويتصافحان ثم يغرقان..!!
الفكرة جاءت لتعالج بطريقة الصدمة واقع ملموس، من بدايتها لم يصور أنها امرأة فعلاً تحب زوجها، لنهال وكانت كذلك لكان سير السرد مختلف.


كثف مأمون عدة قضايا رائعة في القصة ووظفها توظيف جيد جداً..ولا اعتقد أن النهاية فاجأتني البتة لأن المتعمق في القصة منذ البداية رتب لحدوث تلك النهاية بشكل طبيعي جدا..
منها على سبيل المثال لا الحصر
- قضية الوحدة والفراغ برغم العمل
- قضية التسيب في العمل
- قضية ضعف الوازع الديني والأخلاقي
- قضية سفر الزوج وهجره لزوجته
- تشتت وغياب الأولاد عن المنزل بسبب المشاكل التي بين الأبوين
- قضية الرجال والنساء المتسيبين
-

مامون أعذرني على ثرثرتي..

لقد أبدعت يا سيدي...

تحيتي الأنقى..!!