جوهر ..
ألقت هيام محاضرتها بحماس شديد ..
وكان الطلاب يستمعون لها في اهتمام ليس له مثيل
هذه هي المثال الحي على أن البعض يجمع بين العلم والجمال أحياناً ...
هي محط أنظار الجميع برشاقتها وخفة روحها وثقافتها وسعة اطلاعها ...
وها هي تشرح للطلاب وجهة نظرها عن القناعة والجمال الداخلي وكم أن الجوهر أهم من الشكل ، وكم ان المظاهر تخدع أحياناً ،
كان لكلماتها وقع السحر على الطلاب ، كانت تستطيع بكلمات بسيطة أن تغير المفاهيم لدى عشرات الشباب ، وأن تقلب تفكيرهم دفعة واحدة ، وأن تغير فيهم الكثير الكثير
وكان هو يستمع
زميلها الأستاذ الجامعي المتواضع الحال ، بشعره المصفوف بعناية ليغطي صلعة خفيفة بدأت تنتشر على منتصف رأسه ...
كان أسمر البشرة شديد الحياء ، والأهم من هذا كله ... كان يحبها ..
وقد آن الأوان ...
ها هو قد استمع جيداً لوجهة نظرها ، يعلم أنها لا تهتم إلا بالجوهر ، وبالتالي لن يهمها أنه ليس بذات الوسامة التي تستحقها فتاة بجمالها ...
وفي نفس اليوم كان يجلس معها في كافتيريا الجامعة ويعرض عليها عرضه للزواج ..
لكن المفاجأة كانت من نصيبه
فقد قابلت دعوته باستنكار واستهجان ، وقالت ما معناه : أتتزوج منك أنت ..
قالتها في ازدراء ، ثم تداركت نفسها سريعاً لتخبره بلهجة تحاول جعلها لطيفة كم أنها تعتبره أخ وأنه أغلى وأعز من أن تفكر بالارتباط به ..
ولم يعلق بحرف واحد ، تركها وذهب الى حال سبيله ...
كان أمام بيته يداعب أبناءه بعد سنوات من هذا اليوم ...
يتحسس شعر طفله بحنو بالغ ..
وكانت هيام في شرفة منزلها المقابل لبيته ...
السباب الفظ يتعالى من خلف ظهرها فتستدير ببطء لتلبي نداء زوجها
......
.......
الوسيم ...



رد مع اقتباس




