يقولون ما لايفهمون ..... بقلم / عبداللطيف الشبامي
هل هو تخطيطٌ أم تفريط في حق الشعر أم أنه استنقاص واسترخاصٌ في معالمه التي لا تقيده نظريات نقدية ضيقة الأفق؟.
الشعرُ أكبرُ بكثيرٍ من تصور قاصر ومن تأمل فاتر ومن ملكة شحيحة ومن وجهة غير صحيحة ، لعلي أستغربُ جدَّ الاستغراب من حثا على وجه الشعر التراب ، أتألمُ من واقعٍ مريرٍ ، ومن رأيٍ _ عزَّ مقامك _ كرفس الحمير .
لاتفهمُ أنَّ الشعرَ بحرٌ متلاطمٌ موجهُ ، صعبٌ سرجهُ ، وكأنها تعتقدُ أنه حمارٌ قصير ، وأنه مجرد عبارات يتخللها التقصير .
اطمأنت لنقادٍ عقولها فارغة ، وبصيرتها زائغة ، تقولُ ما لا يدركُ فهمُه ، وما يستوحشُ هضمُه .
تتشدقُ بالمعرفة ، وهي عن جادة الصوابِ منحرفة .
يسعدها الصوتُ الصاخب ، ومن في حد في صفها تكتب الشعر بالمخالب .
تنسى أزاهير الكلام ، وتكرهُ من يصفها بالعتب والملام .
قد أكونُ متجاوزاً إن قلتُ أنهم حمقى ، وأنهم لا يدركون الحسنَ والذوقَ .
ماذا سيكونُ رد جوابي ، أم ما الذي سيفيدهم عتابي ؟!
تكلمهم عن الماضي ، فيستفزونك بالتغاضي .
تقولُ لهم أنَّ الشعرَ إحساس ومشاعرٌ ، تصدرُ من روح الشاعر ، فلا تقتنعُ بما تقول ، وكأنك تفاوضهم بين الفاصوليا والفول .
تتأملها حين تكتب ، وتتبعها حين تحسب ، فلا يزيدكَ هراؤها إلا شعوراً بالغثاء ، وكأنك تبلدتَ أو أُصبتَ بالغباء .
ما الذي يريدونه من هذا الشعر الرقيق ، أن يقيدونه ويقودونه إلى سوق الرقيق .؟
فوالله لقد مزقووووووه شرَّ ممزق ، وجروووه إلى أسوء مأزق .
إذا قرؤوا قصيدتك ، قالوا أنت شاعرٌ تقليدي ، وكأنهم يساومونك على منتج ايرلندي .
لا يهمها ما يشعُ من الصدور ، بل ما يبعثر في السطور ، تأنقتْ في تعبيرهم الجمل المتوهجة ، وتألقتْ في استماعهم الجموع المتفرجة .
يبهرها إن قلتَ : شموع البحر تشربُ من دموع الكلاب ، ويصرفها إن قلتَ :
قد ربما دمعةٌ يجتاحها القدرُ *** وربما نسمةٌ يحتاجها الزَّهرُ
كأني أراهم يكتبون على هامش التاريخ ، وإني أراهنُ على ذلك رغم ما يلقاهُ الشعر من توبيخ ، ومهما علا صوتهم ، واستجمعوا أمرهم ، فلن يزحزحوا الشعر الأصيل من مكانه ، ولن يقيضوا شبراً من أركانه .
هم يحسبون الغلبة في الخيال والتصور ، وهم عن البيان وجمالياته في تدهور .
يشوهون الحسن بعباراتهم الواهية ، وتأملاتهم اللاهية .
ولسوف يأتي يوم يقال لهم فيما أفسدوه في مقالهم : لبئس ما كتبتم ، ولبئس ما تكتبون ، وإنكم لتقولون ما لا تفهمون .
وإني لستُ ضد التفنن في التأليف ، ولكنني ضد التشويه والمسخ والتحريف .
[/COLOR]
الشعرُ عند الحداثي جملةٌ حُفرتْ بالإخطبوط وبالديدان في الشبكةْ
يستنزفون عبارات الغرامِ وقد عابوا على البحر والأمواج والسمكةْ
ورددوا في دهاليزا الكلامِ بما يستجمعون به من حرفةِ الملَكةْ
الشمسُ أنتِ وأنت الشمسُ فاتنةً هل تصبحُ الشمسُ في الأوزان مرتبكةْ
ويصبحُ الزهرُ غير الزهر رائحةً قد أفسدوها بصوت السوط والفلكة
وقد تقدمهم من يدعي نزقاً بأنَّ قولاً له يستكثرُ البركةْ
لبئسَ ما صنعوا فالشعرُ رقتهُ حسٌ فريدٌ وقلبٌ هاجَ بالحركة ْ
وسوفَ يأتي زمانٌ يدركون به مأساتهم .. قائلٌ ياليتَ ما سلكهْ
دمتم في خير وصحة وعافية
خالص التحايا والتقدير