قصة فيها ملامح واقع معاش ، وهذا الواقع له أكثر من مسار و لا يمكن الجزم بصحة ما فيها لانعدام دليل ملموس يؤكد ويثبت كنه العلاقة التي تربط بين الكنّة وزوجة العجوز وسبب هذا التوتر الملتهب بين الطرفين ، فدائمًا هناك سبب ، وكم رأينا في واقعنا المعاش كيف تكون العلاقة بين الحماة وكنّتها أحيانًا فيها نوع من المحبة والمودّة ، وقد تكون هناك خلافات نعم وربما أيضًا هدنة مؤقتة تخترق بين حين وآخر من هذا الطرف أو ذاك.
برأيي المتواضع كان يلزم أنْ تكون هناك إشارة واضحة أو حتّى فيها دلالات تلمح إلى سبب الموقف الذي تتبناه تلك الحماة من الكنّة ، وربما تلك المقولة التي لطالما سمعناها عن ذاك الرجل الذي جاء القاضي وعينة قد فقئت فلم يحكم حتّى يأتي الطرف الآخر فقد تكون قد فقئت عيناه أيضًا وإلى غير رجعة.
تحضرني هنا قصتان من الواقع المعاش ، إحداهما عن كنّة لديها مكانتها واحترامها عند الجميع ، وكان هذا الاستحقاق نابعًا من تصرفات الكنّة وحكمتها التي فرضت احترامها عليهم ، والأخرى تحكي عن كنّة سيئة الأخلاق وطبيعي أنْ يكون السلوك تحصيل حاصل لهذا الأمر ، ولديها علاقة مع مسخ يكذب ويسرق ويسيء استخدام الأمانة ولم يسمع في حياته عن شيء اسمه شرف بل يتبجح ويدّعيه ، وبطريق الصدفة علمت تلك الحماة بهذه العلاقة وتم ضبطهما متلبسين وبالجرم المشهود ، وهنا وقعت الكنّة في حيرة كبيرة فإمّا أن تبلغ العجوز أو توعز لابنها الذي تعلم أنه يحبها بتأديبها، وأحيانًا فإنّ نشر الغسيل الوسخ يجلب دمارًا أكثر من الفائدة المرجوّة ، كما أنّ هناك بعض الأخطاء التي لا يمكن أنْ تغتفر والسكوت عنها كالساكت عن الحق شيطان أخرس ، وكما قيل النساء أدرى بالنساء وتصرفاتهن ، ومن لديه خبرة كافية فلا يتطلب الأمر سوى نظرة أو أكثر.
الأديبة ياسمينة :
هذه القصة أعجبتني جدًا قرأتها أكثر من مرّة وقد أعود لقراءتها مرات أخرى ، وكنت أتمنى لو اعتنيت بتفاصيل تلك المؤامرة التي سمّيتها صهيونية أو ألقيت عليها بعض الضوء لا أكثر لكي يستطيع القارئ أنْ يحدّد مع أي جهة يقف ليتعاطف معه ومع ظروفه ، كما أنّ النهاية لم تكن محكمة . ولكن أديبة مثلك لديها الكثير لتقدمه وقرأنا لها ما هو ممتع كما هذه القصة ، مع بعض الاختلافات البسيطة وننتظر القادم بشوق كبير.
تقديري واحترامي