بياض الثلج الأميرة الجميلة ..وامرأة أبوها المغرورة التي تسعى بكل ما بوسعها من كيد كي تحصل على الجواب الشافي من مرآتها ..
ايتها المرآة ... قولي لي من هي أجمل أمرأة في العالم ؟
فقط أرادت منها أن تجيبها و تقول أنت أجمل امرأة !!
لكن المرآة كانت ترفض أن تكذب!!
فترد عليها المرآة مجاوبة .. أنت جميلة ، إلا أن بياض الثلج أجمل منك ..
فتختنق حقداً تلك المرأة الشريرة ، وتقرر قتل بياض الثلج ارضاءاً لغرورها ..
تبدأ علاقة الأنثى بالمرآة منذ الطفولة، حيث تبدأ بمحاكاتها مقلدة الأم، فتترتدي فساتينها و تضع الألوان الحمراء و الخضراء والبرتقالية و تحاول أن ترفع قامتها بارتداء حذاء تغرق فيه قدمها الصغيرة و تختال أمام المرآة مختبرة رقتها و جمالها أمام ذلك السطح المصقول الذي ما انفك يبهر كل فتاة في كل الأزمان و كل الأمكنة..
ترافق المرآة معظم الفتيات بدءاً من خزانتها إلى تحت وسادتها و انتهاءاً بحقيبة يدها فقلما تكاد تخلو حقيبة فتاة من المرآة مهما قل جمالها أو زاد..
لكن ما سر هذه العلاقة الغرامية بين العاشق و المعشوق ؟ بين المرأة والمرآة ؟...
1- تعلق المرأة بالمرآة نابع من غرورها الداخلي و إرضاء لأنوثتها حيث تسعى دائما نحوالأفضل، وتعمل جاهدة كي يراها المحيطين بأفضل صورة .. وخاصة الرجال ..
2- تعلق المرأة بالمرآة نابع عن ضحالة تفكيرها و اهتمامها بالسطحيات و القشور..
3- تعلق المرأة بالمرايا عائد إلى اشباع عقدة نقص لديها ، أوعدم ثقتها بجمالها ، وعدم قبولها لنفسها ولقناعتها بانوثتها ، فهي دائماً ترى نفسها في المرآة لعلها تشبع ذاك النقص ، أو تحاول أن تشبعه من الاخرين ، من خلال عبارات الاطراء التي يمكن أن يقولوها .. ( كم انت جميلة ، ما أروعك ، ما احلى عيونك
جمالك ساحر .. وغير ذلك من الكلام المعسول الذي تعشقه الأنثى ..
4- تتعلق المرأة بالمرآة انبثاقاً من إحساسها المرهف للجمال ولتتواصل مع الصورة المعكوسة في المرآة أي صورتها هي .. وما تحمل في داخلها من أفكار و مشاعر و هموم أحيانا..
5- أحياناً تجد الكثيرمن النساء وحتى الرجال أحياناً من المرايا المستمع المثالي لهم ، فيسرون للمرآة عوالجهم ودواخلهم ما لا يستطيعون أن يسروه لأحد ..
فهل يمكن أن نصف الذي يتحدث مع نفسه بالمرآة بأنه مجنون؟!
طبعاً الأمر يختلف تبعاً لعوامل كثيرة ..
وعلى الرغم من أنه لا يختلف اثنان بأن جمال الروح الداخلي هو الحكم الأخير في النهاية إلا أن سيكولوجية وفزيولوجية المرأة رغم تفهمها بإن مهماامتلكت من جمال باهر فإن نقاء سريرتها هو من يجعلها الأجمل ، تظل تتعلق بالمرآة و تأخذ بعين الاعتبار نظرة المجتمع والرجال وتعاملهم مع الجمال ..
ورغم هذا يحدث في بعض الأحيان عدائية بين المرأة والمرآة .. فتمتنع المرأة عن النظر الى المرآة فترات طويلة لأسباب نفسية تتعلق بفقدان الرضى الذاتي عن النفس ..
وما يهمنا الآن أن هذه العلاقة المتبادلة بين المرأة والمرآة علاقة مستمرة وممتدة لا تنتهي .. تتسم بالحميمية أحياناً وأحياناً بالنفور ..
ويمكن الفتاة أن تقضي ساعات طويلة بالنظر في المرآة دون أن تشعر بالملل ،إلا انها تشعر بالسأم والضيق من بقائها ساعة أو ساعتين متواصلتين مع اصدقائها أو أمها أو أخوتها ..
فهل حقاً صحيح (بأن درهم جمال ولا قنطار مال )..؟؟
وفي النهاية أتمنى الجمال للجميع وخاصة النساء
تحياتي
