وَاهْتَاجَنِي شَوْقٌ وَلَسْتُ أُطِيقُ *** وَاقْتَادَنِي نَحْوَ الدِّيَارِ رَفِيقُ
حَرُّ جَوَادٌ لاَ يُجِيدُ رُكُوبُهُ
غِرُّ فَكَانَ سُقُوطُهُ لَحَقِيقُ
يَطْوِي البِعَادَ إِذَا الأَوَابِدُ قُيِّدَتْ
حَتّى حَسِبْتَ الأَرْضَ سَوْفَ تَضِيقُ
لَوْلاَ القَطَاةُ لَقُلْتَ أَسْرَعَ كَائِنٍ
وَالعَادِيَاتُ صُدُورُهُنَّ أَنِيقُ
لَوْلاَ القَوَائِمُ قُلْتَ ظَهْرَ سَفِينَةٍ
فِي لُجِّ بَحْرٍ خُطَّ فِيهِ طَرِيقُ
إِنْ كُنْتَ مَهْمُومًا كَفَاكَ هُمُومَكَ
أَوْ كُنْتَ مَحْزُونًا فَهَذَا صَدِيقُ
وَمُدَافِعُ الأَعْدَاءِ دُونَ مَخَالِبٍ
يَخْشَاهُ حدُّ الشَفْرَتَيْنِ رَقِيقُ
وَلَقَدْ كَتَمْتُ الحُبَّ حَتَّى أَهَامَنِي
إِنِّي عَلَى قَلْبِ المُحِبُّ شَفِيقُ
فَطَرِيفَةٌ وَظَرِيفَةٌ إِنِّي بِهَا
الْبَحْرُ يَجْلُو وَالهِلاَلُ عَتِيقُ
بَادَرْتُهَا بَعْدَ السَّلاَمِ بِقُبْلَةٍ
فَرَحِيقُ ثَغْرِهَا لَيْسَ مِثْلَهُ رِيْقُ
كَمِيَاهِ عَيْنٍ لاَ تَكِفُّ غَزَارَةً
أَوْ مَاءِ ثَلْجٍ لَيْسَ فِيْهِ سَحِيقٌ
أَوْ قُلْتَ طَعْمَ مُدَامَةٍ شَرْقِيَّةٍ
قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُ بَعْضَهَا وَأُرِيقُ


