ســـمر
روحي بكل حنينِ الأرضِ يا سمرُ
وللمسافاتِ حراسُ وأرصفةُ
وخلفُ كل رصيفٍ يكمنُ الخطرُ
ولليالي عيونُ تقتفي أثري
أنا اتجهتُ ورائي كيف استترُ
وفي المدى أملُ مازلتُ أرقبهُ
لا أستكينُ إلى خوفي وأنكسرُ
هناك نورُ قناديلٍ ونافذةُ
تطلُ من خلفها الأحلامُ والحذرُ
أتعلمين وكم عامٍ مضى وأنا
بطولِ كل سنينِ الحبِ أنتظرُ
كم ذبتُ والله من شوقٍ ومن ولهٍ
والشوق كالنارِ لا تبقي ولا تذرُ
وكم وقفتُ وكم طال الوقوف على
أبوابِ بيتكِ لا حسُ ولا خبرُ
وكم تمنيتُ لو حلماً أراكِ بهِ
طيفاً يحجُ إلى جفني ويعتمرُ
إن مرَ يومُ ولم ألقاكِ قلتُ غداً
أمسي وأصبحُ بالآمالِ أصطبرُ
من جوعِ عاطفتي أشكو ومن ظمأٍ
وليس عندكِ لي ماءُ ولا ثمرُ
وعشتِ كفاً أبى يحنو على وجعي
ولا يلامسُ جرحاً منك يستعرُ
هواكِ أمسي ويومي واحتراقُ غدي
في ناظريكِ فلا غيمُ ولا مطرُ
لا عيشُ بعدكِ في الدنيا ولا دعةُ
أن الحياةَ بلا لقياكِ تحتقرُ
ولا سبيلُ إلى لنسيانِ يا حُلُمي
وكيف أنسى وأنتِ السمعُ والبصرُ
أرى خيالكِ في كل الجهاتِ رؤى
فأحتويكِ وروحي فيكِ تحتضرُ
أقبلُ الصورُ ألولهى وأحضنها
وكم أنامُ وفي أحضاني الصورُ
رحماكِ بي فجراحاتي ممزقةُ
وأنتِ قلبُ سقى إحساسهُ الحجرُ
بين الضلوعِ جوىً يقتاتني وأنا
عمرٌ من الحبِ والأحلامِ ينصهرُ
ماذا أقولُ؟وماذا عنكِ يا امرأةً؟
تجيدُ قتل ضحاياها وتعتذرُ
ماذا أبين نساءِ الأرض ظالمةُ؟
سواكِ تدري بآلامي وتفتخرٌ
إن كانَ حبكِ هذا المستبيحُ دمي
ذنباً فذنبكِ قتلي كيف يغتفرُ
يموتُ فوق يديكِ الحلمُ سيدتي
وتحتُ أقدامكِ ألآمالُ تنتحرُ
إن الهروبَ محالُ عنكِ يا قدري
وكيف تهربُ من اقدارها البشرُ
كيف الخلاصُ ومالي عن هواكِ غنىً
خطاً إليكِ مشت بالشوقِ تأتمرُ
أنا المسافرُ تيها في هواكِ فأن
متُ اغتراباً فدى عينيكِ يا سمرُ
شعر/ضيف الله عداوي