| 
 | 
مَابَيْنَ مَدِّ وَجَزْرِ العُمْرِ أصْطَبِرُ  | 
 بينَ المِحاقِ وَبَدْرٍ تُهْتُ يا قمرُ | 
إذا ذَكَرْتُ حبيبًا ذُبْتُ مِنْ وَلَعِي  | 
 وإن رجعتُ لنفْسي عادَني الحذَرُ | 
الشَّوْقُ يا وطني جَمْرٌ يُعَذِّبُنِي  | 
 بالظُّلْمِ  والتِّيهِ والحِرْمَانِ يَسْتَعِرُ | 
كيفَ السَّبيلُ ، إليكَ القلبُ يَدْفَعُني  | 
 والعقلُ يَنْهى وجُلُّ النَّاسِ والخَبَرُ | 
على صِراطٍ أنا لا حاضِري وطني  | 
 والبُعْدُ شَوَّهَ أَمْسي فامَّحى الأثَرُ | 
حيرانُ أجْمعُ أشلائي لأزْرَعَها  | 
 فهلْ بِغَيْرِ بلادي الأرضُ تزْدَهِرُ؟ | 
يَطالُ وَرْدي شَذى الأشْرارِ في بلدي  | 
 ولا شذًا لٍزهوري غُرْبَتي تَذَرُ | 
شَوْقي لأمي، لِحُضْنٍ، شَقْوَتي جُعِلَتْ  | 
 به حنَانًا، فَعُمْري دُونَها سَقَرُ | 
يَا حَاسِدِي تَرَفِي ، في الأمِّ أَحْسُدُكُمْ  | 
 ليتَ العيونَ لَكُم دومًا لَها سَفَرُ | 
لَنَظْرَةٌ  رَوِيَتْ مِنْ وَجْهِ والدَتي  | 
 أَعَزُّ أُمْنِيَةٍ يَرْنُو لَها البَشَرُ | 
وجَلْسَتي مَعَها بِرًّا أُحَادِثُها  | 
 هيَ الحَيَاتانِ، أُخْرانا وذا العُمُرُ | 
يَا حَاضِرًا لَسْتُ أدْري كُنْهَهُ أبَدًا  | 
 لا عَلْقَمٌ أنْتَ لا شَهْدٌ ولا سَكَرُ | 
ويَا ليالٍ مَضَتْ هَلْ كُنْتِ جَنَّتَنَا؟  | 
 أمْ حَنَّ يَومِي فطابَ النَّتْنُ إذْ قَبَرُوا | 
ما خَطْبُ شائعةٍ في الأُفْقِ عنْ رَغَدٍ  | 
 أمَا وعاها فتًى في البَحْرِ يَنْتَحِرُ | 
أبْكيكِ نَفسي وأبْكي حُرْقَةً وَطني  | 
 في التّيهِ أنْتِ وذي الأوطانُ تَحْتَضِرُ | 
وهل سأبكي قَريبًا باتَ مُغْتَرِبًا  | 
 أمسى الجميعُ غريبًا إذْ فَشَا الضَّرَرُ | 
أهْواكَ يا وَطني ،أنْساكَ لا أبَدًا  | 
 إن خانَكَ البعضُ فالأحرارُ ما غَدروا | 
إنْ غِبْتُ يومًا فَحَتْمًا رَجْعَتي نُقِشَتْ  | 
 في كُلِّ جَانِحَةٍ إنْ شاءَ لي القَدَرُ | 
هواكَ فينا كُمونٌ غَيْر مُنعَدِمٍ  | 
 يَخْبو صَبورًا وعنْدَ الحَسْمِ  يَنْفَجِرُ |