جَشِعٌ أنا

لِمْ كُلُّ شيءٍ نَبْتَغي هُوُ مُضْطَرِبْ لِمْ كُلِّ أكْلٍ نَشْتَهي هُوَكالذّهَبْ
حتَّى البَطاطا يا إلاهي قدْ غَدْتْ في السّوقِ تَفْخَرُ كالأكابِرِ بالشّنَبْ
تِلْكَ المَشاوي قد تَرَكناها لَهُمْ ذُلاًّ رَضينَا بالذَّلِيلِ المنْقلبْ
الأسدُ في أسْرِ تُطيعُ بِهَبْرَةٍ ويُطيعُ بالجُوعِ الطليقُ ويَنْتَخِبْ
لو كانَ فيها بعضُ صِدْقٍ لَمْ تَكُنْ هذي المناصبُ بالملايِنِ تُكْتَسَبْ
قدْ حُمِّلَ الأبْرارُ قَبْلُ مثيلها كُرْهًا أتَوْهَا دونَ أجْرٍ يُحْتَسَبْ
أما بلادي قدْ حَفَتْهَا بالذي يُغْرِي اللِّئامَ وكلَّ طَمَّاعٍ خَرِبْ
النَّاسُ لِلُّقَمِ الكَريمةِ تشتهي والمالُ يُرْمَى في الزَّرائدِ لِلَّعِبْ
والطِّفْلُ يبكي ليسَ مِنْ جوعٍ بهِ لكنْ يخافُ غداً عَبُوسا مُرْتَقَبْ
والشّابُ شَابَ ولمْ يُعَرَّقْ لَحْظةً أمْسى الزَّواجُ لَدَيْهِ دَرْسًا في الكُتُبْ
والعدْلُ ضَاعَ ولا تَسَلْ عَنْ عَهْدِهِ وَلَّى زَمانُ العدْلِ ذاكَ ولمْ يَؤُبْ
لِمْ يا تُرى التَّصفيقُ رغم كآبَةٍ أيُكَرِّمُ العُقَّالُ لِصَّا كَمْ نَهَبْ
أتُوَفَّرُ الأعذارُ للقوم الأُلى قد شَرَّدونَا في المآسي والنصب
وإذا نطقْتَ الحقَّ قيل سفاهة هلاّ رضيتَ بما المُبَجَّلُ قدْ وَهَبْ
كلاّ فإنّي في الشدائدِ قانعٌ وطموحُ أيضاً إن تَفَرّجَتِ الكُرَبْ
ليسَ الرّضا هُوَ ذا الرضوخُ وإنّما هو للكريمِ تذلُّلٌ عندَ التَّعَب
كيف القناعةُ والخزائنُ أُتْخِمَتْ ما نلتُ منها غيرَ عظمٍ مُكْتَلَبْ
جَشِعٌ أرَدِّدُها أنا لا أكتفي بطريقِ سيرٍ أو بِزخرفِ ذي الخُطَبْ
إن قلتُ جُعْنا فالطريقُ غذاؤنا أو صحتُ داءً أُسْتَطَبُّ بِذا العَجَبْ
يكفي نفاقا ذا غُلُوٌّ كاذبٌ عشرٌ عجافٌ ثمَّ خمسٌ للكذِبْ
يكفي فلوْ صَدَقُوا لَشَيَّدَ مالُنا في أرْضِنا طُرُقًا تُزَيَّنُ بِالذَّهَبْ


الطريق : هو الطريق السيّار شرق غرب الذي شيده فخامته والذي لا يزالون يمنون به على الشعب في كل مناسبة رغم سوء وطول مدة إنجازه والأموال التي نهبت ولا وزالت تنهب ليومنا هذا فيه وفي ترميمه الأبدي.

مولود خلاف
02 ماي 2012