و أمضي لأسأل عنك سنيني
و كلّ القوافل و الأمكنةْ

و أبحث في ذكريات حنيني
و أرض الهوى و خطى الأزمنةْ

أنا مذ عرفتكِ طلقتُ خوفي
و أعلنتُ حبي على المئذنةْ

أنا كم تمنيتُ عودة حبّي
فهل أمنيات الهوى مُمكنة

أعدّ قرون بعادكِ عنّي
و كلّ دقيقة بُعْدٍ سنةْ

قصائد عشقي تنوحُ بشوقٍ
و أحرفها قد هوتْ موهنةْ

ستبقى على عهد حبكِ تحيا
إذا كنتِ أنتِ بها موقنةْ

فلا تبحثي عن عناوين شعري
فقد عاش دوماً بلا عنونةْ

أنا لم أدارِ سفائن شوقي
فأشواق عشقي لك معلنةْ

على موج حبّي تتوه بوجدٍ
و ترحل في وجدها ممعنةْ

أَضَيعتُ دربي و ما عاد يجدي
طوافي ببحركِ و القرصنةْ ؟

ركبتُ لأجل هواكِ جنوني
و أجنحة الريحِ و الأحصنةْ

مزجتُ هشيم عظامي بدمعي
كأني و حبّكِ في مَطحنة

فكلّ حبيب إذا غاب يوماً
سيكشف في البعدِ عن معْدنهْ

أحاسيس حبّي ستأتيكِ شعراً
فدعكِ من القيلِ و العنعنةْ

حديثُ الغرامِ جميل و لكن
حروف غرامي أنا مُحزنةْ

فإن أنت عدتِ إلى أرضِ حبّي
ستلقينَ قلبيَ في موطنهْ

على موقدِ العشق قد ذابَ شوقاً
و آهاتهُ من فَمِ المدخنةْ

يسافرُ في ذكريات هواكِ
و يعرف ليلُ الأسى ديدنهْ

بدون عيونكِ تذوي زهوري
و تأتي برائحةٍ مُنتنةْ

بدون هواكِ بحيرة عشقي
ستصبحُ راكدة آسنةْ

نسيتِ قصائدنا يوم كانت
تطيرُ من الشوق و الدندنةْ

و أفعالنا عندما قد رجعنا
لعهد الطفولةِ و الشيطنةْ

أنا لست إلا طريد غرامٍ
براهُ الشقا و رحى الألسنة

سيصبحُ يوماً بلا أي مأوى
يفتشُ عن واحةٍ آمنةْ

يلوذ إليها لينزف عشقاً
و لن يعرف الكون عن مكمَنهْ

أنا لستُ إلا أمير حكايا
و سلطان عشقٍ بلا سلطنةْ

أنا راهبٌ في معابد حبّي
و لن أستقيلَ من الرهبنةْ

حقنتُ المحبةَ في كلّ عرقٍ
و أطراف جسمي جَثتْ مُدمنةْ

وَشمتُ هواكِ على كلّ حرفٍ
أَيحتاجُ حبي إلى بَرهنةْ ؟

خذيني كنحلٍ يلمّ الرحيقَ
و لن يوقفَ المصّ و الطنطنةْ

خذيني إلى عالمٍ من شعور
و كوني بسفْر الهوى مؤمنةْ

خذيني إلى دوحة في خيالي
لتشفين أوجاعِيَ المزمنةْ

خذيني إلى جنة في هواكِ
و بثي عطوركِ يا سَوْسَنةْ