إذا ما غبتُ يا قمري فلا تَحزنْ على قَدَري
و لا تسألْ بني الدنيا و لا الأيام عن خَبَري
فقد غصّتْ أغانينا بطعم البؤس و الكَدَرِ
و تاهت في حناجرنا حروف الوجد و السَحَرِ
أحبكَ لا أرى أحداً من الأحياء و البَشَر
سيمسحُ دمع أحزاني و يطلقُ رنّة الوَتَر
يأنّ لروحيَ العطشى و يبعثُ غيمة المَطر
إذا ما غبتُ يا قمري فلا تَرحلْ على أثَري
سَأرجعُ رغم أوجاعي من الترحالِ و السَفر
سأنسى حرقة الذكرى و أحقنُ بالهوى بَصَري
فهذي الروح إن قدّتْ من الصوانِ و الحَجَر
و هذي النفس إن عاشت بقلب النار في سَقر
فلن تقوى على عيْشٍ بلا عينيكَ يا قدري