صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: المساءلات

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 173
    المواضيع :
    الردود :
    المعدل اليومي : 0.02
    من مواضيعي

      افتراضي المساءلات

      المُساءَلات

      يسائلني: مالي أراك مسهّداً
      وقد دكّ ليلُ المربعانيّة الوسما

      وهبّت من الإكليلِ في الأرض هبّةٌ
      تكادُ خوافي الطيرِ من عصفها تَدمى

      وقد يبستْ فوق الركابِ حُمولُه
      وأجمدت الأفعى بأضلاعها السُّمّا

      وناداكَ عشٌّ قد تغشّاكَ دِفئُهُ
      وعلّمكَ الأحضان يا عمرُو والشّمّا

      فما بكَ لا تبغي مساساً من الورى
      كذي قُرَحٍ باتت فرائصُه تَدمى

      عهدتكَ ربّاناً عرانينُ سُفنهِ
      تظلّ جباه الموجِ من ضربها كَلْمى

      إذا ما الرياح الهوجُ بيّتنَ هجمةً
      فتلتَ شعاع الشمس في وجهها لُجْما

      فأصبحتَ تخشى الظلّ والريحُ رهوةٌ
      وترتدّ مفزوعاً إذا احتشدتْ غيما

      أمسّك جنٌّ أم أصابتكَ غيمةٌ
      عشاءً فألقت بين أوصالكَ الحمّى

      **

      أسائلهُ من أنت؟ هل أنت ماثلٌ
      وهل أنت وهمٌ أم تُراني أنا الأعمى؟

      متى كنتُ ربّاناً، متى كنتُ عاشقاً
      متى كنتُ طيراً يعرف الحبّ والحُلْما؟

      متى كنتُ عَمراً يا قرينُ؟ وهل تُرى
      سأدعوكَ زيداً؟ هل تخلّفتِ الأسما؟

      أراني هنا من مبدإ الخلق واقفاً
      على الرمل جذعاً لا يُحزّ ولا يُنمى

      ترعرعتُ ظلاّ يقصدُ الناسُ فيئَهُ
      ولست أرى بحراً ولا أُبصرُ النجما

      نعم أذكرُ السيل الذي زار مرّةً
      جذوري التي في القاع لا تحسن الفهما

      وحدّثتُ نفسي مرّةً بخميلةٍ
      وأُنسيتُ ما كان الحديثُ؟ وهل تمّا؟

      نعم أعرفُ الريحَ التي في مسيرها
      رخاءٌ وتلك المحدثات بي الهدما

      تساقطتِ الأوراقُ إذْ ذاكَ وارتمتْ
      على الأرض أغصاني تعانقُها لثْما

      وهأنذا: عُمرٌ على ساقِ واقفٍ
      ولو كان لي ساقان لم أقترف همّا

      ***

      أسائلهُ: ما لي أراكَ معذّباً
      لهاثاً على دنياكَ؟ هل أمطرتْ غمّا؟

      وما لك في كل البلاد مطوّقاً
      بفقركَ تخشى في مشيبكَ أن تُرمى

      نسيتَ البريءَ الطفلَ فيكَ ولم تزلْ
      تعيثُ به قتلاً ولم يرتكبْ إثما

      أما لكَ في خفض من العيشِ فسحةٌ
      وفي بسمة الأنسام هل تفقدُ الطّعما؟

      ترنّحتَ ركضاً في البلاد وطوّحتْ
      بك القدمانِ حيثُ لا تعرف العَوما

      تودّ اغتناماً في الزمانِ وترتجي
      وصولاً وهذا الدهرُ لا يعرف الغُنْما

      تطاردُ طيفاً في الحياةِ معانداً
      متى رمتَ منه قبلةً لم تجدْ جِسما

      وتبحثُ في ذكراكَ عن نصفِ كذبةٍ
      تعزي بها نجواكَ أو تدفعُ الشؤما

      صباحاً تغذّ السيرَ من أجل غزوةٍ
      تبددُها ليلاً لكي تعقرَ الكَرما

      فهل جئتَ تبغي الظلّ؟ أم أنتَ ساكبٌ
      عليّ جحيماً؟ أم تشاطرُني نُعمى؟

      أنا ذلك الجذعُ الذي أنت فأسُه
      ورُبّ جذوعٍ أورثتْ فأسَها ثَلْما


      ***
      لو استنشقتَ عبير الأسحار لأفاقَ منكَ قلبُكَ المخمور

    • #2
      شاعر
      تاريخ التسجيل : Sep 2003
      المشاركات : 173
      المواضيع :
      الردود :
      المعدل اليومي : 0.02
      من مواضيعي

        افتراضي

        تصويب:

        ترنحت ركضا في البلاد

        الصواب

        ترنحت ركضا في الجهات

      • #3
        مشرف قسم القصة
        مشرف قسم الشعر
        شاعر

        تاريخ التسجيل : May 2011
        المشاركات : 7,048
        المواضيع :
        الردود :
        المعدل اليومي : 1.34
        من مواضيعي

          افتراضي

          الله ..الله..

          خريدةٌ في معانيها وصورها ..

          تساؤلات .. ومناجاة لنفس تعيش غربة و خريف حياة وقد تقلبت الأحوال وتغيرت الصروف

          " تساقطت الأوراق إذ ذاكَ وارتمتْ
          ... على الأرض اغصاني تعانقها لثما

          وهأنذا : عمر على ساق واقفٍ
          .. ولو كانَ لي ساقان لم أقترف همّـا "

          ثم هذا حسابٌ و عتاب للنفس

          " تطاردُ طيفاً في الحياة معانداً
          ... متى رمتَ منه قبلةً لم تجدْ جسما"

          تحياتي شاعرنا لهذا الإمتاع والجمال.
          وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

        • #4
          شاعر
          تاريخ التسجيل : Sep 2003
          المشاركات : 173
          المواضيع :
          الردود :
          المعدل اليومي : 0.02
          من مواضيعي

            افتراضي

            اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
            الله ..الله..

            خريدةٌ في معانيها وصورها ..

            تساؤلات .. ومناجاة لنفس تعيش غربة و خريف حياة وقد تقلبت الأحوال وتغيرت الصروف

            " تساقطت الأوراق إذ ذاكَ وارتمتْ
            ... على الأرض اغصاني تعانقها لثما

            وهأنذا : عمر على ساق واقفٍ
            .. ولو كانَ لي ساقان لم أقترف همّـا "

            ثم هذا حسابٌ و عتاب للنفس

            " تطاردُ طيفاً في الحياة معانداً
            ... متى رمتَ منه قبلةً لم تجدْ جسما"

            تحياتي شاعرنا لهذا الإمتاع والجمال.
            يابن دغمش، هذا الشعر لم يعد يطرب له الكثير، ولكننا نعلل به أنفسنا

            وأشكرك على تشجيعك المبهج

          • #5
            شاعر
            تاريخ التسجيل : Sep 2003
            المشاركات : 173
            المواضيع :
            الردود :
            المعدل اليومي : 0.02
            من مواضيعي

              افتراضي

              تصويب آخر:

              لا تحسن الفهما

              الصواب:

              لم تحسن الفهما

            • #6
              الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان
              مشرف عام
              شاعر

              تاريخ التسجيل : Feb 2010
              المشاركات : 19,737
              المواضيع :
              الردود :
              المعدل اليومي : 3.43
              من مواضيعي

                افتراضي

                شكرا ايها الشاعر الجميل
                بل يا اخي مازال الشعر الجميل يستدرج كل صاحب ذائقة
                ولا غيره يملأ رأسه .. هو الأصل وهو الذي ما زال يحمل الجمال والأصالة
                على البحر الطويل انشدت وركينا مركبك وغمرتنا المعاني والتصوير الدال
                لك الود

              • #7
                الصورة الرمزية د. سمير العمري
                المؤسس
                مدير عام الملتقى
                رئيس رابطة الواحة الثقافية

                تاريخ التسجيل : Nov 2002
                الدولة : هنا بينكم
                العمر : 61
                المشاركات : 39,243
                المواضيع :
                الردود :
                المعدل اليومي : 4.68
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  نسيتَ البريءَ الطفلَ فيكَ ولم تزلْ
                  تعيثُ به قتلاً ولم يرتكبْ إثما

                  أنا ذلك الجذعُ الذي أنت فأسُه
                  ورُبّ جذوعٍ أورثتْ فأسَها ثَلْما

                  وجدانية عالية وشاعرية محلقة وأداء أدبي جميل فلا فض فوك!
                  قصيدة تستحق الثناء والتقدير والاحتفاء.

                  للتثبيت!

                  ودمت متألقا مبدعا!

                  تقديري

                • #8
                  شاعر
                  تاريخ التسجيل : Sep 2003
                  المشاركات : 173
                  المواضيع :
                  الردود :
                  المعدل اليومي : 0.02
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    كرمكم فاض علي وأغرقني

                  • #9
                    شاعرة
                    تاريخ التسجيل : Nov 2009
                    المشاركات : 463
                    المواضيع :
                    الردود :
                    المعدل اليومي : 0.08
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      أسائلهُ من أنت؟ هل أنت ماثلٌ
                      وهل أنت وهمٌ أم تُراني أنا الأعمى؟

                      متى كنتُ ربّاناً، متى كنتُ عاشقاً
                      متى كنتُ طيراً يعرف الحبّ والحُلْما؟


                      ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

                      لافض فوك شاعرنا المبدع عبد الواحد الأنصاري

                      محلق في سماء الإبداع بخريدة يكتب لها بيانها

                      الساحر وتعبيرها الرصين خلود حرفها العربي

                      الأصيل الذي صيغت به عارضة لمشاعر رقيقة

                      شجية .. و ... تقبل خالص تقديري

                    • #10
                      شاعر
                      تاريخ التسجيل : Sep 2003
                      المشاركات : 173
                      المواضيع :
                      الردود :
                      المعدل اليومي : 0.02
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        عرفاني يا أستاذة سكينة

                        وعسى أن أستطيع من وقت إلى آخر أن أكتب شيئاً يسرّكم.

                      صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة