( أمُّ اللغاتِ) شعر :سكينة جوهر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية المجيدة
*****************************
قالوا تُغالينَ ..قلْتُ اسْتنطقوا الكُتُبا = فنحنُ يَا قومُ نَحْنُ –السَّادةَ العَرَبا - .

لنا طرُوسُ العُلا بالضــادِ قَدْ كُتبتْ = مُذْ ( يعرُبٍ ) جدّنا.. أعظِمْ بهِ نسبا .

وَافخرْ بِحَرفٍ لها صَاغَ العلومَ.. فلا = عِلمٌ تـراهُ سِوى مِنْ ريِّــــها شَرِبَا .

فاشتدَّ عُودَاً .. سَمَا فرْعاً يُظلِّلُ مَنْ = بِهِ اسْـتظلَّ وأحْيَــا جَـــذرهُ طَربا.

هَلا ترى لُغَةً في الكَوْنِِ تُشْبِهُهَا ؟= سِحْراً. وَسَلْ مَنْ هَوَى تِبيانَها وَ صََبا.

مَنْ قالَ لي : إنَّها وَحْــيٌ بهِ نزلَتْ = مَلائكُ اللهِ .. مَاغَـالَى ... وَمَا كَذبا .!
************************

أمُّ اللغاتِ .. هِيَ الفُُصْحَى مَجيـدتُنا = تــؤتي مَكارمَها مَــنْ رَامَـهَا طلبَا .

لله يا دَرُّها ... مَنْ جـــاءَهَا وَلِــهاً = يَجْــنِ المَفــاخرَ مِنْ جَنّـاتِها رُطَبَا.

بلْ تؤْتِهِ خيـــرَها :عِلْماً وَ معْرفةً = علـــــومَ ديـــنٍ وَدُنْيَا .. أيْنما ذهَبَـا .

أمُّ اللغاتِ عيـــونُ المَجدِ ترقبُها = حتّى تُبــارَكَ فِيـــهَا كلَّ مَا اكْتسَبَا .
******************

وَاسْألْ(عُكاظَ) وَكَمْ للشعرِ قدْ ضُربتْ = فيهِ القِبــابُ تُروِّي ظَامِئاً سَــغِبَا .

كَمْ مِنْ معارِكَ فيهِ للأُولى نشَبَــتْ = فأظهرَت مَجْدَهمْ ..وَالعِيُّ قدْ غُلَبَا .

وَالشـعرُ ديـــــوانُنا ...مَرقى عُروبتنا = فيهِ فصـــاحَتُنا تُعْطى لِمَنْ رَغِبا .

فأيُّ إثْـمٍ – ترَى-عُشَّــــاقهَا اقترفوا؟؟ = وَأيُّ ذنبٍ -أرَى- شِعْرِي قدْ ارْتُكبا .؟

حينَ انتضى سَيفَها المَاضي يُباعِدُ عَنْ = قدِيمِهَا التُربََ أوْ يُدني لِمَا اجتُنِبا .

وَآثــــرَ اللَّفْظََ مِنْ فصْحَىً مَعَاجِمِـهَا = يُزيحُ عنْ وجْهِهِ الأستارَ والحُجـبا .

وَهَلْ أبالي - وَقَدْ نقبـتُ عَنْ لُغَتي - = مَا أحْدَثَ الناسُ..مَهْمَا أحْدَثُوا صَخَبا

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟
إنَّ الحَـــــدَاثةَ لا تَعْني تَغــــرُّبنا = وَنبــــذَنَا حَرْفــنا جَوْفَ الثــرَى حِقَبَا.

وإنْ هَجَرْنا حُرُوْفَ الضَّادِ فِي سَفهٍ = ضاعَتْ هوِّيَّتُــنا..بلْ َ مَجْـدُنا اسْتلبَا.

يا قــومُ : لا تفرحوا مِنْ لفظةٍ برقتْ = بها الحــروفُ ...ولا تقضي لَنَا أرَبَا .

جَوفـــاءُ .. لا تنـــتمي إلا لِقــائِلها = إلا لَمَوْطِنِــهَا ... أوْ مَنْ لَهَا اكْتتبا .

وإنْ يَكُنُ شَــرَفُ الأقوَامِِ لَهْجتُهُمْ = فكَمْ شَرِيفٍ لِحَرْفِ الضَّـادِ قدْ نُسِبَا.

فاسْتعْمِلوا لفظَهَا مِنْ فيضَ مُعْجَمِهَا = وَقـرِّبُـوا كُلَّ لَفْظٍ شَـتَّ وَ اغْترَبَا .

إنَّ الغريبَ يَعِيْـــشُ الدَّهرَ مُغترباً = إنْ لمْ يَجدْ مُؤنِساً قدْ وَدَّ و اقتَرَبَا .

وَكَمْ غرَائــبَ باسْتِعْمَالِها أُلِفَـــــتْ = وأشرَقَ النـــورُ مِنها بَعْــدمَا غَرُبَا .

وَكَنزنا لفظَهَا فِي جَوْفِ مُعْجَمِهَا = يُرْدِي كَكَنْز البَخِيــلِ الْــوَرْقَ وَالذَّهَبَا.

********************************

إنَّا بََنُــــوُها وما بالدّهرِ مِنْ لُغَـــةٍ = أوْفَى وَ أوْفـــرَ منها في الوَرَى أدَبَا .

فاقتْ لُغاتِ الدُّنا حتَّى بِنَغْمَتِـــهَا = وَ لا تــــزالُ لِطــلابِ العُلا قُـــرُبَا .

أمُّ اللغاتِ .. وربُّ الخلقِ خلَّـــدها = تخليــدَ دَهْرٍ طوَى الآبــادَ والحِقبا .

وَاخْتــارَهَا لُغَةَ القــــرآنُ مُعْرَِبةً = فأفحَمَتْ مِنْ عِدَاهَا المِسْقعَ الذَّرِِبا .

صَانَتْ بألفاظها عِلْمَ الجدودِ لنا = فِكْراً و معنىً ..فوفَّتْ أهْلَهَا حَسَبا .

وَليْـــسَ أقدمَ منها في الْوَرَى لُغةٌ = و لا أجَـــدُّ جَـــداً مِنْها لِمَنْ طَلَبَا .

آلتْ على نفسها....وَاللهُ صَادقها = أنْ تُعطيَ النَّاس مَا شَاءُوا وأنْ تَهِبَا .

إذْ لا تزالُ فنـــونِ العِلم تجمعُها = حَتَّى حَـــوتْ مَا نأى مِنْها وَمَا قَرُبا .

فكَمْ تآليف فيـــها للعُلا كَشَــفتْ = وَكَمْ كِتـــابٍ أبـَـادَ الشكَّ والرِّيــبا .

************************
ولْتُدْرِكُـوا -أمّةَ القرآنِ - حَاسِدُهَا = يـــنْوي الفَنَـــاءَ لَهَا بالحقـــدِ مُلْتََهِبَا .

وَكَمْ أتــى شاهِراً سيفَ الدَّمَارِ لها = كَيْ يُطفئَ النَّورَ أوْ ينسَلَّ أوْ يـثِبا .

أوْ يَطْمِسَ الذّكرَ في ألفَاظِهَا...فرأى = أنَّ الإلهَ لها - بالحفــظِ - قدْ كَتَبَا .

وَحِينَمَا شاهَدَ –التِّبيانَ- مَنْطقها = أرْخَى الزِّمَامَ وألقى السَّلمَ وانسحَبا.

بَلْ حِينَمَا أبْصرَ الأضْــــواءَ سَاطِعةً = مِنْ مَجْدِها..فانزَوى مُسْتَدْبراً هَرَبَا.

***********************
فارْعَوْا لها حَقَّها يا أمةً نٌسِبَــــتْ = لََهَا ..وَمَا صُنتمُوا دَيْـــناً لَهَا وَجَــبَا.

واسْتَعْمِلوا لفظهَا ..إنْ تهْجرُوهُ نوَى= مِنْكُمْ فِرَارَاً وَ لا يَرْعَى لَكمْ نَسَبَا .

لا تَهْجروا شِعْرَهَا أوْ نَثْرَهَا أبَـــدَاً = بَلْ مَهْدُوا دَرْبَــــها نحْو العُلا سَرَبا .

غوصُوا إلى بَحْرِهَا تَجْنوا لآلئَهَا = لفظاً وَمَعْنىً تروْا في سِحْرِهِ العَجَبَـا .

*************************
رَبُّـــــوُا بِهَا نَشْأكُمْ يحْفَظْ هَوِيَّــتَهُ = ينشأْ أدِيــــباً بِها أوْ عَالِماً نَجِـــبَا .

ينشأْ عَليمَاً بِما للعُرْبِ مِنْ شِيَـــمٍ = يَدْرِى لِمَنْ ينتمِي .. جَدَّاً لهُ وأبَا .

سَمُّوا بها كلَّ مَاجادَ الْوُجُـــودُ بهِ = مَا عَاشَ في أرْضِهَا أو جَاءَ مُجتلَبا.

وأعْرِبُوا كلَّ معنىً ترْجِمُـــوهُ بِهَا = فلنْ تضيــــقَ.. ولنْ ْتعيا وَلَنْ تَجِبَا .

وليخترعْ كلَّ ماشـــاءَ الزمانُ لَهَا = فقدْ أعَدَّتْ لهُ مَاشَـــــاءَ مُنـــتسَبا .
شعر : سكينة جوهر
المنصورة - دقهلية - ج- م ع
******************