شَيْءٌ عَنِ الآخَرِ المَخْفيِّ نجْهَلُهُ لا حَرْفَ نَعْيٍ من الأشباحِ نسألُهُ
ولا ضَميرٌ ، ولا ظِلٌّ يُشاطرُنا قَحْطَ السِّنينَ ، ودَمْعًا جَفَّ منهلُهُ
حينًا لهُ في المَدى استيحاشُ قافيةٍ أو ينظمُ الوَهْمَ أحيانًا ، ونقبلُهُ
فالليلُ مُذ شطَّ مسْعى الزُّهْرِ يُلهمُنا والبَدرُ من شَغَفِ البلوى نُقبّلُهُ
قد يسْتحِلُّ وهادَ الكبْتِ مزدهرًا وإنْ مضى شاحبًا فالشكُّ يسحلُهُ !!
يخوضُ من لُجَج الآراءِ معركةً وما أبى أو نَبا في السِّلْم فيصلُهُ
وكم تراءتْ لهُ العُقْبى على مَضَضٍ وفي معلّقةِ العُقْبانِ معقِلُهُ
ما بين أطلالِ بوْحٍ مَسُّ أخيُلةٍ يعودُ منطقَ عُذَّالٍ يُحَلِّلُهُ
وَقيلَ ما قِيلَ لكنْ لستُ أفهمُهُ وَقيلَ ما قِيلَ لكن لستُ أجهلهُ !
فأجهشتْ ضَحِكاتُ السِّحْر حاملةً هُزوَ البيانِ ، عيونُ السَّبْقِ تحملُهُ
يَدلو بموْسِمهِ من غير تَرجمةٍ لأنَّ مَنْ زيَّفَ الوادي يُدلِّلُهُ
تكاد غلّتَهُ تهجو بيادرَنا صواعُهُ مَغربُ الدُّنيا يُغلِّلُهُ
شيءٌ عن الآخر الواهي تمدُّنُهُ طالت أياديه واستغنى مُعَلِّلهُ
دعا لنبشِ قبورِ الآسِ مفتخرًا فكانَ في ذكرياتِ العُمرِ مَقْتلُهُ
يا أيّها المُتنبّي دون سابقةٍ في عَلّةِ الوَصْفِ أقصى ما تُؤَمِّلُهُ
تمَلْمَلَ الوَرْدُ لمّا شِمْتَ أضربَهُ فآخِرُ العامِ أوهى الحالَ أوَّلُهُ
هذا مَتاعي وَما أجدتْ ثمالتُهُ هذا مَنامي ، أمن واعٍ يُؤوِّلُهُ ؟
أمِنْ بقيّةُ أحوالٍ نهيمُ بها قربَ الجِنان ، أمِنْ ذوْقٍ نؤصّلُهُ ؟
صَحِّفْ مبادىءَ مَن باسِم الجوار غفا واجعلْ من الصَّحوِ عُنوانًا يُمثّلُهُ
فالآن أقفلُ نحوي آيبًا لفمي فما أخال الرَّحى البَكماءَ تأكلُهُ
عبرَ الأثيرِ تساقي القومِ حَنْجرةٌ غناؤها خالدٌ يُنبيكَ موئلُهُ
حديث عهدٍ ، خجولٌ في حداثتهِ فلم يدعْ فننَ الإيقانِ بُلبُلُهُ
يدنو القياسَ بعطر الغيث ملتحفًا ما كان معتزلاً ، فاللهُ مُنزلُهُ !!
فاكتبْ بعقلٍ وإحساسٍ ومعرفةٍ إليك نبعُ النُّهى يشتاقُ أجملُهُ
شيءٌ عن الآخر المفضول يردعني فخاطري فاضلٌ ، لا شيءَ يعدلُهُ !!




