نهوض الشجرة.

نهوض الشجرة.


1-
الشجرة التي أنبتها ذات ربيع،
نامت واقفة بلا ظلال.
نفضت أوراقها على الحوض القاحل
و فأس مفلول .
تلفعت بالسواد
كي تعلن موت الناطور
للحديقة الآسنة.
فيا ماء العمر، هل تعود؟

2-
برفقة العكاز،
أجلس على رصيف النهار،
أرمق وجهي الهارب ..
ترسمه عن بعد ..هناك،
على شفق قان،
لوحة الغروب .
أمامي، كان الليل الهمجي
يستوطن اللوحة .
فيا وجهي القديم،
هل أستطيع تحريرك مني
و من صراخ اللحظة؟

3-
على سرير صار لحدا،
كان القمر يرمقني محتقنا.
جافة بسمته..
حوله نجوم واجمة...
حتى القمر الذي رافقني سناه
في الليالي العجاف،
لا يستطيع اعتصار دمعة.
أتراه خلع عادة الأوج
أم شاخت دموعه ؟
فأي ضوء يغسلني؟

4-
تقدمي أيتها الملائكة الصغيرة
امسحي باللمسات الندية
تجاعيد الموت عن وجهي
كي تستيقظ الجداول من رقدتها،
فتنهض الشجرة ،
تعود إلى عادة الإثمار..
يرجع الدفء للقمر ،
يلبسني سناه.
يصير الفأس قامة الناطور .

***********
خريبكة 08/11/2005
لمجيد تومرت / المغرب

رائعة حد الذهول لا اقولها إلا حينما أعنيها، لست ممن تستهويهم كلمات الأعجاب المنمقة تنثر وتلتقط ولا الصمت الأجوف يحفر ثقبا في آذن الحقيقة، شيء ما تحرك بداخلي حين قرأتها، ولكأنه سهم نفذ إلى الوجدان فاقتنص من هناك ذكرى هروب ورحيل هاربة و ظل نزف الحنين ليس ينقضي...تحية خالصة مطوية بالدهشة معطرة بالصدق.

صدقت أختي ليال
مدهشة سلم الفكر والمداد
أخي الفاضل
لمجيد تومرت
أختك
بنت البحر

أقرأ علىّ

أقرأ علىّ فما نسيت ولا ذُكرت ...

أجل ...

ولكنني فقدت الرأس في

وادي الزوابع

لله درك شاعر مبدع أخي الفاضل أ / لمجيد تومرت

ويا ليتك تتذكرني عندما تتقدم الملائكة لتمسح بلمساتها الندية تجاعيد الموت عن الوجه .
تذكرني عندما تستيقظ الجداول من رقدتها ، وتنهض الشجرة وتعود للإثمار ، ويعود الدفء للقمر ... تذكرني وألبسني معك ... رداء الامل .

دمت برقيق المعاني ، وأروعها أخي الفاضل .

رائعة حد الثمالة..
المجيد تومرت:
تأخرت في الترحيب بك أخا نعتز به ، ومبدعا نشرف به ، ولكن لقاء الترحيب الحقيقي أمام ابواب حروفك الرائعة التي أذهلتني ، وكأنني بالجمال يكتبك ، كما تكتب الجمال..
دم مبدعا ورائعا

أخي لمجيد تومرت :

الصمت في حرم الجمال جمال

لك خالص تحياتي وتقديري المحمل بالورد

سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحـية كتبتُها بأريج الزهور

الأخ المبدع لمجيد تومرت،

ماء العمر/الوجه الهارب/لوحة الغروب/الوجه القديم/بسمة القمر الجافة/الدموع المتجمدة/الضوء المبحوث عنه/نداء الملائكة الصغيرة من أجل: نفض تجاعيد الموت/صحوالجداول/نهوض الشجرة...
نص مفعم باللوحات الروحية الممتلئة بوحاً وألماً ونداءً ..وكأنني أعيد تفاصيل أحزانٍ أعرفها، تنامتْ وقفزتْ من الذاكرة تجرّ خطوها..كم كنتُ أردد كثيرا ندائي المبحوح حتى " تستيقظ الجداول من رقدتها، وتنهض الشجرة لتعود إلى عادة الإثمار، وحتى يرجع الدفء للقمر"...
سلمتَ وسلم إبداعك الراقي والرائع حدّ الإثمار..
تقبّل خالص تحياتي وتقديري
وألف باقة من الورد والمطـر