حُكومَةُ إسماعيلَ ما رَفَّ رِمـشُها

قيلت في جامعة النجاح في حفل تخريج طلابها دعماً لحكومة الحق

أقـــولُ وقد نـالُ الشَّبابُ الأكــارِمُ تَليـقُ بِطُــلابِ النَّجــاحِ المَــكارِمُ
هَــنيئاً لِفِتيانِ النَّجـاحِ نجاحَــــهُم (وتأتي على قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ)
فأنتُم لهذا الصَّـرحِ فينا رَكـــــيزَةٌ وأنتُم لأرضِ المَكرُماتِ دَعــــائِمُ
وأنتُم بَنـــوها تَدعَـــــمونَ بِناءَهَا إذا عَـزَّ في دُنيا الحَضَارَةِ داعِــمُ
حُكومَةُ إسماعيلَ ما رَفَّ رِمـشُها وكَـــيدُ البَرايا حـــولَها مُــــتَلاطِمُ
تَحَزَّبَت الأحزابُ من كُلِّ دَولَــــــةٍ عَلَيها وقامَت تَصطَليها العَواصِمُ
ويَنفُـــثُ أهـــلوهَا وأبناءُ عَـــمِّه كما تَنفُثُ السُّمَّ الزُّعافَ الأراقِـــمُ
وَتَرمي بِها الأردُنَّ والعُـربُ فِــريَةً وتَضرِبُ من كَيدِ الحِصارِ أعـاجِمُ
فَكم قامَ في شَرِّ المَجامِعِ شـــامِتٌ وكَم راحَ يَجتاحُ الشَّوارِعَ شاتِـــمُ
ألا لا أعادَ اللّـهُ مـن كــانَ قَــــبلَهَا فَمَخزونُ أموالِ الحُكومَةِ غَـــارِمُ
فَصارَت بُطونُ النَّاسِ تَلوي بِِجُوعِها وتَـــقتاتُ ما لاكَ الحَشا وتُقاسِـــمُ
فهذي وُجـــوهُ الزَّاغِــباتِ كَـوالِحٌ وهذي دُموعُ الثَّاكِلاتِ سَــواجِـمُ
أما ثارَ من هذي المَهانَةِ فـــارِسٌ ألم يُفتِ في هذي الفَضيحَةِ عالِمُ
أمــا في عَــباءاتِ الحِجازِ حَـــمِيَّةً فَيَهشِمَ في يومِ المَجاعَةِ هــاشِمُ
إذا لَم يُثِـــرها جــوعُ أبنـاءِ ديـنِها فَكيــفَ تُــراها تُستَثارُ العَمائِــــمُ
وكيفَ تُطيــقُ العربُ عـــاراً يَلُفُّهَا وَهَل ترتَضِي العارَ الرِّجالُ الصَّلادِمُ
فإنّــا لَفــي دُنيا تَجـــوعُ أســودُها وتَشبَــعُ فيها السّـــائباتُ البَهائـِمُ
وأنّــا أُنـــاسٌ لا نُبالـــي بِحــــــالِنا تَجوعُ الحَوايا أو تَضيــعُ الدَّراهِمُ
نَمـــوتُ ولكن لا يُحَـــلُّ حَـــــريمُنا نَجوعُ ولا نَالَ الوِصَايةَ غَـــاشِــم
فَقد جَـــرَّبَتنا الدَّاهِــــماتُ بِبَأسِـــها وَتَعرِفُـــنا في النَّازِلاتِ العَـــزائــِمُ
عِــظاماً وآثــــارُ العِظامِ عَـــظيمَــةٌ وتأتي على قَدرِ العِظامِ العَظائِــــمُ
تَفوقُ مَـــقاماتِ المُلـــوكِ رؤوسُـنا وتَعلو على هــامِ الوُلاةِ القَـــوائِـمُ
أمِــنَّـا سَــتُبتَزُّ المَــواقِـــفُ عُـــنوةً مَـــتى كانَ يُبتَـــزُّ الكَمِـيُُّ المُقاوِمُ
إذا لَم تَكُن فينا الكَرامَـــــةُ الإبَـــا فلا قَامَ يَحمِي الأرضَ والبيتَ قائِمُ
فإنّا إذا ما الجوعُ عَـضَّ بِنابِــــــهِ نَصولُ كما صَــالَت بِغَابٍ ضَــراغِمُ
نُطـــارِدُ ما بينَ الخَـــليلِ وغَــــزَّةٍ فلا قَـــرَّ مَظلومٌ ولا قَـــرَّ ظــــــالِمُ
فإنّ الّذي بينَ السِّياسَــةِ شَـــعرَةً وما دونَـــها هذا الحَديدُ الصَّــارِمُ
فَلََسنَا نُدَارِيهـــم بِهَـــذا وإنَّــــــما نُجانِبُ أحـــياناً وأُخـــرى نُصادِمُ
فإمَّــــا أرادوها جَـــحيماً فَحبَّــــذَا فَواللّهِ لا غَــنَّت لِقومٍ حَـــمائِــــمُ
فمَن عَـيَّ لم يَفهَم بَيـانَ سُـــكوتِنا فإنّ المَنايا عــن قَـــريبٍ تَراجِـــمُ
فَصَبراً إلى يومٍ عَـبوسٍ مُقَمطِـــرٍ تَكونُ نَذيرُ القَومِ فيهِ الجَماجِـــمُ
حَــرامٌ عَلينا الإعـــتِرافُ بِجِسمِهِم وتَحرُمُ في عُــرفِ الأباةِ المَحارِمُ
نَجـــوعُ ولا نــأتي بِقـولٍ يُقِرُّهُـــم ونَعرَى ونَصرُ اللهِ لا بُدَّ قــــــادِمُ
نُساوِمُ أحشاءاً لنا وحَواصِــــــــلاً ولَسنا على أرضِ الرِّباطِ نُساوِمُ
وإمّــــا أرادوهَــــا سَـــلاماً فإنّمـا بَعودونَ من حيثُ استَقَلُّوا فَنُسالِمُ
سَـــتُهزَمُ أمـريكَا لِوَقعِ صُــمودِنـا وَتَهتَــزُّ فيها النّاطِـــحاتُ المَعـالِمُ
وَيَقصُرُ من قد كان فيها مُـــطاوِلاً وَيَصغُـرُ من قد كان فيها يُعاظِــمُ
تَزولُ كما زالَــت مَمـــالِكُ قََــــبلها وتُفضي كم أفضَت مُلوكٌ خَضارِمُ
لَكِ اللهُ يا خَيرَ الحُكوماتِ عاصِــــمٌ فَهل لأوروبّا من اللهِ عـاصِــــــمُ
تَسودينَ في كُلِّ المَواقِــفِ رِفعَـــةً كما سادَ في كُلِّ المَكارِمِ حَــــاتِمُ
فقَـد قَـــلَّدَت جُــندُ الحَماسِ بِناءَهـا كَما قَلَّدَت جــيدَ الحِسانِ التَّمائِــمُ
فَمن قالَ عــنهُم تارِكـونَ مُـــخَرِّفٌ ومن قالَ عَنهُم ذاهِبونَ فَحالِــــمُ
سَـــيأتي إليهَا المالُ من كلِّ قِيعَـــةٍ على أنفِ أمريكا وذا الأنفُ راغِمُ
ويأتي إلى بَيتِ الرَّشيدِ خَراجُــــــهُ وَتُمطِرُ في أرضِ العِراقِ الغَمائِمُ
فإنَّ الّــذي أغــنَى المَمالِـــكَ رازِقٌ وإنَّ الّذي أقنَى العَــوالِمَ قَاسِــــمُ
سَيأتي إلى كُلِّ الحُكوماتِ مَوعِــــدٌ وهُـنَّ إلى البَيتِ القَصِيِّ حَـــواكِم
فَصَبراً على ظُـــلمِ الحَضارَةِ رَيثَما يُفَرِّجُ من عُسرِ الأمورِ الرَّاحِــــمُ
فَلن يَغلِبَ اليُسريـنِ عُــسرٌ عَارضٌ ولَن يَقهَرَ الأحـــرارَ قِــردٌ حــاكِمُ
أيا فِتيَـــةَ العِلـــمِ الرَّفيــــعِ بِنـــاؤُهُ وتُبنىَ على دَرَجِ العُلـــومِ السَّلالِمُ
هَـــنيئاً لكـــم هـــذا التَّفــــوُّقُ كُلَّما سَرَت من ضِفافِ البَحرِ هذي النسائِمُ