بَغيضٌ هَجرُ حَبّاتِ القلوب

قيلت في زَوجَتي عندما زرتُ عمان في ( فندق القدس الدّولي) وقد خَلَّفتها ورائي في الوَطن وهذه الأبيات بعض منها تعففاً

اعَذتُكَ يا حَبيبُ من الفِراق
ومن دَمعٍ تَجِفُّ به المأقي
فتَأخُذُه بأطرافِ الثِّيابِ
وتَنضَحُهُ باطرافِ الحِداق
وتَقحَطُهُ العُيونُ على اغتِرارٍ
وتَجحَدُه القُلوبُ على نِفاق
بَغيضٌ هَجرُ حَبَّاتِ القُلوبِ
مَريرٌ في القَوامِ وفي المَذاق
كأنَّ البَينَ ما بَيني وبَيني
غُرابُ البينِ يَنعَقُ بالفراقِ
فإن راقَ الحَديثُ على فراقٍ
فَدَمعٌ في فُراقِكِ غَيرُ رَاقِ
ويُعذَرُ من يُحِبُّ فَقالَ شِعراً
إذا خَلَط الجِناسَ مع الطِّباق
وأمرُ الحُبِّ في عِلمي جَميلٌ
يُجَمِّلُهُ التَّلَذُّذُ بالعِناق
يَطيبُ الوَصلُ للأحباب ِ لَيلاً
إذا ما كانَ من بَعدِ اشتِياق
وطالَ الصَّمتُ بالعُشَّاقِ حتّى
تَكَلَّمَتِ الحِداقُ معَ الحِداقِ
يَصِيرُ الضِّدُّ بينهما نَظيراً
كَريقِ اللَّثمِ في ريقِ البُصَاقِ
وقَد يَحلو القَريبُ على بِِعادٍ
وقد يَجلو الخَفيُّ على افتِراق
وحُبّي فيكِ يا (هذي) نِطاقٌ
عَقَدتُّ خُيوطَه وَسطَ النِّطاقِ
فَصارَ كَعُروَةٍ وُثقَى وَثيقاً
فَشُدِّي يا حَبيبَةُ من وِثاقِي
فكم رَشَفَت شِفاهُ الحِسِّ شَهداً
بِكأسِ الحُبِّ مُترَعَةٍ دَهاقِ
نُخاتِلُ أهلَكِ الرُّقَباءَ عنهُ
نُسارِرُهُ لِواذاً بِاستِراقِ
تَعاهَدناهُ من آياتِ رَبّي
حَلالاً بالشُّهودِ وبالصَّداقِ
زُلالاً خالِصاً من كُلِّ سوءٍ
فَلا يَربُو على دَخَنِ النِّفاقِ
فإني والذي أغنى واقنى
نَقِيُّ العِرقِ كالخَيلِ العِتاقِ
إذا أحبَبتُ ما شَقّوا غُباري
ولا تَقوى الفُحولُ على لحاقِي
إذا رَكِبوا إلى الحُبِّ المَطايا
أو ارتَحَلوا على النُّوقِ المَناقِي
رَكِبتُ إليهِ لو أسعى إليهِ
على طََيفٍ من البَرقِ البُراقِ
وأختَرقُ السَّباسِبَ والفَيافي
إلى السَّبعِ الشَّدائِدِ والطِّباقِ
ولائِمَتي بهذا البَينِ نَفسي
سَقاها الهَجرُ في عَمَّانَ سَاقِ
تُحَشرِجُ بالكَآبَةِ فِيَّ رُوحِي
إلى وَصلِ الحَناجِرِ بالتَّراقِ
عَصيٌّ داءُ من يَجفو حَبيباً
وهل للحُبِّ عند الطِّبِّّ رَاق
أتاني الشُّؤمُ في عَمَّانَ يَحبو
إلى غُرَفِ الفَنادِقِ والطِّباقِ
فهذا الحالُ لَيسَ على مِزاجي
وها البُعدُ ليسَ على مَراقِي
فأخلو شَارِداً في كُلِّ حَيِّ
وَحِيداً في الشَّوارِعِ والزِّقاقِ
وَيَضجُرُ من مُخالَفَتي صِحابي
ويَعجَبُ من ِ مُشاكَلَتي رِفاقي
وما عَتَبي على أحَدٍ و لكن
سَعَت قَدَمي إلى هذا وسَاقي
إذا اعتَلَّ الحَبيبُ بأرضِ شامٍ
شَكوتُ الدَّاءَ في أرضِ العِراق
سَيُنشِدُكِ الفُؤادُ على فَراغٍ
بِأنغامٍ ٍ من الذِّكرى رِقاقِ
يُرَدِّدُها بِألطافٍ حِسانٍ
وَ يَعزِفُها بِأطيافٍ دقاقِ
وتَحسُدُكِ النِّساءُ على نَعيبي
ويَحسُدُني الغُرابُ على نُعاقِي
نَصيبي منكِ في الذِّكرى خَيالٌ
نَصيبُ البيتِ من ظِلِّ الرُّواق
مَحاسِنُ زانَ حامِلُها فَزانَت
على الخُلُقِ العَظِيمِ على الخَلاقِ
حَلَفت بأن أوثِّقَ عَهدَ حُبِّي
إذا حَلَفَ (الخَليلي) بالطَّلاق
كِلانا ذاهِبٌ في غَيرِ عَودٍ
وهَل حَيٌّ من الأحياءِ باقِ
كَذا اللِّذّاتُ في الدُّنيا صِداحٌ
تُؤَذِّنُ بيننا أن لا تَلاقِي